بمناسبة حلول الذكرى السابعة والسبعون لموفاة المرحوم الملك غازي الاول ارفع هذا المقال الذي اناقش فيه امرا قد يبدوا غريبا في عنوانه الذي اعطيته له . بالرغم من كوني ملكي الفكر والتوجه , لكني بالحقيقة لا أحب الملك غازي واعتبره شخصيا احد اسباب سقوط وزوال الحكم الملكي بالعراق , وسابين بمقالتي ادناه الاسباب التي تدفعني الى الايمان بهذا الامر .
تسلم الملك غازي الحكم في 4 ايلول 1933 وعمره 21 سنة بعد وفاة والده الملك المؤسس فيصل الاول بظروف غامضة في سويسرا . عرف عن غازي منذ ان كان أميرا بميوله القومية العربية وكرهه للانكليز اذ ناهض النفوذ البريطاني في العراق وأعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها ، كما أعتبر بريطانيا المسؤولة عن نهب ثرواته النفطية والآثارية المكتشفة حديثاً ، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر الالمانية قبيل الحرب العالمية الثانية . كل هذا كان جيدا ومن محاسن الملك غازي , لذلك اعتبره الشعب شخصية وطنية حقيقة وساندته الاوساط الجماهيرية بقوة وحماس . غير ان غازي كان ضعيف وذو شخصية مهزوزة لذلك قرب اليه بعض الشخصيات العسكرية والمدنية وجعلهم مستشارين له وتركهم يقررون الامور الكبيرة بالبلاد . وكان في ذلك الوقت تيارين متناقضين ومتنازعين , تيار مؤيد للنفوذ البريطاني وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ , وكان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق . وقف الملك غازي إلى جانب التيار الوطني المناهض للهيمنة البريطانية , وقد تجلى هذا بمساندته لانقلاب بكر صدقي عام 1936 الذي هو أول انقلاب عسكري في العالم والوطن العربي في القرن العشرين ، كما قرب الساسة والضباط من هذا التيار إلى البلاط الملكي وجعلهم مستشارين له , وعين رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي , والذي اصبح لاحقا رئيسا للوزراء وقاد انقلاب اخر عام 1941 . كان هذا الانقلاب والمصير الذي حصل لقادته واحدا من اهم اسباب التذمر من الحكم الملكي والرغبة بالثورة عليه كما حدث لاحقا بحركة 14 تموز 1958 .
من ناحية اخرى , لم يكن غازي من الشخصيات القوية والمتزنة التي تستطيع ان تفرض نفسها وتسير الامور وفق مشيئتها , وهذا طبيعي بسبب صغر سنه حين استلم الحكم . كما ان الملك انصرف لهواياته واشباع ميوله في قيادة السيارات والطائرات والعمل على المخترعات الحديثة تاركا شؤون الدولة بيد مستشاريه . كما انه لم حوله شلة من الاصدقاء الذين لم يكن لديهم من عمل او هم غير اللهو والمرح . ومع انه تزوج من ابنة عمه عالية بعد اعتلائه للعرش مباشرة , الا ان الظاهر بانه كان لا زال مراهقا في عقله وتفكيره ولم يشبع هذا الزواج غرائزه فراح يقضي الليالي والسهرات مع اصحابه بعيدا عن شؤون الملك والعباد . بل ان الشكوك تحوم حول حادثة مقتله بحادث السيارة , اذ تقول بعض التقارير بانه كان ثملا وقد قاد سيارته بساعة متأخرة من الليل بسرعة جنونية مما ادى الى اصطدامه بعمود الكهرباء ومقتله بالحال .
ادى هذا الوضع وهذه الوفاة المفاجئة الى استلام الامير عبد الاله المكروه من قبل الشعب لمقاليد السلطة كوصي للعرش . كانت سياسات عبد الاله اللاحقة اسباب اخرى اضافية في امتعاض الناس من الحكم الملكي حتى وصل هذا الامتعاض الى ذروته في 14 تموز الذي اسفر عن ابادة العائلة المالكة برمتها . انا لا ارغب هنا في الاساءة الى سمعة الملك غازي ولا تشويه صورته , لكني وبسبب فترة عهده الغير مستقرة وتصرفاته الصبيانية اعتبره واحدا من اهم اسباب سقوط الحكم الملكي وزواله من العراق . وفي كل الاحوال لا يسعنا بهذه المناسبة غير الترحم على ذلك الملك الشاب الذي قضى بسرعة وترك خلفه دولة فتية لم تثبت أسسها ولا استقرت اركانها .
تسلم الملك غازي الحكم في 4 ايلول 1933 وعمره 21 سنة بعد وفاة والده الملك المؤسس فيصل الاول بظروف غامضة في سويسرا . عرف عن غازي منذ ان كان أميرا بميوله القومية العربية وكرهه للانكليز اذ ناهض النفوذ البريطاني في العراق وأعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها ، كما أعتبر بريطانيا المسؤولة عن نهب ثرواته النفطية والآثارية المكتشفة حديثاً ، لذلك ظهرت في عهده بوادر التقارب مع حكومة هتلر الالمانية قبيل الحرب العالمية الثانية . كل هذا كان جيدا ومن محاسن الملك غازي , لذلك اعتبره الشعب شخصية وطنية حقيقة وساندته الاوساط الجماهيرية بقوة وحماس . غير ان غازي كان ضعيف وذو شخصية مهزوزة لذلك قرب اليه بعض الشخصيات العسكرية والمدنية وجعلهم مستشارين له وتركهم يقررون الامور الكبيرة بالبلاد . وكان في ذلك الوقت تيارين متناقضين ومتنازعين , تيار مؤيد للنفوذ البريطاني وتيار وطني ينادي بالتحرر من ذلك النفوذ , وكان كل طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق . وقف الملك غازي إلى جانب التيار الوطني المناهض للهيمنة البريطانية , وقد تجلى هذا بمساندته لانقلاب بكر صدقي عام 1936 الذي هو أول انقلاب عسكري في العالم والوطن العربي في القرن العشرين ، كما قرب الساسة والضباط من هذا التيار إلى البلاط الملكي وجعلهم مستشارين له , وعين رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسا للديوان الملكي , والذي اصبح لاحقا رئيسا للوزراء وقاد انقلاب اخر عام 1941 . كان هذا الانقلاب والمصير الذي حصل لقادته واحدا من اهم اسباب التذمر من الحكم الملكي والرغبة بالثورة عليه كما حدث لاحقا بحركة 14 تموز 1958 .
من ناحية اخرى , لم يكن غازي من الشخصيات القوية والمتزنة التي تستطيع ان تفرض نفسها وتسير الامور وفق مشيئتها , وهذا طبيعي بسبب صغر سنه حين استلم الحكم . كما ان الملك انصرف لهواياته واشباع ميوله في قيادة السيارات والطائرات والعمل على المخترعات الحديثة تاركا شؤون الدولة بيد مستشاريه . كما انه لم حوله شلة من الاصدقاء الذين لم يكن لديهم من عمل او هم غير اللهو والمرح . ومع انه تزوج من ابنة عمه عالية بعد اعتلائه للعرش مباشرة , الا ان الظاهر بانه كان لا زال مراهقا في عقله وتفكيره ولم يشبع هذا الزواج غرائزه فراح يقضي الليالي والسهرات مع اصحابه بعيدا عن شؤون الملك والعباد . بل ان الشكوك تحوم حول حادثة مقتله بحادث السيارة , اذ تقول بعض التقارير بانه كان ثملا وقد قاد سيارته بساعة متأخرة من الليل بسرعة جنونية مما ادى الى اصطدامه بعمود الكهرباء ومقتله بالحال .
ادى هذا الوضع وهذه الوفاة المفاجئة الى استلام الامير عبد الاله المكروه من قبل الشعب لمقاليد السلطة كوصي للعرش . كانت سياسات عبد الاله اللاحقة اسباب اخرى اضافية في امتعاض الناس من الحكم الملكي حتى وصل هذا الامتعاض الى ذروته في 14 تموز الذي اسفر عن ابادة العائلة المالكة برمتها . انا لا ارغب هنا في الاساءة الى سمعة الملك غازي ولا تشويه صورته , لكني وبسبب فترة عهده الغير مستقرة وتصرفاته الصبيانية اعتبره واحدا من اهم اسباب سقوط الحكم الملكي وزواله من العراق . وفي كل الاحوال لا يسعنا بهذه المناسبة غير الترحم على ذلك الملك الشاب الذي قضى بسرعة وترك خلفه دولة فتية لم تثبت أسسها ولا استقرت اركانها .