اخر المواضيع في المدونة

الخميس، 25 فبراير 2016

اسئلة جديرة بالبحث والتقصي حول سقوط النظام الملكي بالعراق

حين هاجم عبد السلام عارف بغداد بفوجه الثالث العائد للواء المشاة العشرين قسم سرايا الفوج الى عدة اقسام , سرية مقر الفوج جعلها بصحبته احتل بها دار الاذاعة العراقية بالصالحية . سرية مشاة ارسلها لمهاجمة قصر الرحاب , وسرية مشاة ارسلها للسيطرة على وزارة الدفاع وسرية مشاة اخرى ارسلها للسيطرة على بوابة معسكر الرشيد . كان تعداد الجنود في السرية التي هاجمت قصر الرحاب بفصائلها الثلاثة لا يتجاوز الستين جنديا مسلحين ببنادق خفيفة ولديهم كمية محدودة من العتاد ومعهم مدرعة واحدة يقودهم عدة ضباط مشاة . ولو نسينا جنود وضباط مدرسة المشاة في معسكر الوشاش الذين جلبهم القدر وانضموا للمهاجمين مستصحبين معهم هاون متوسط وقنايره الاربعة يمكن ان تبدر على الذهن اسئلة مهمة جدا وخطيرة للغاية هي:
1- كيف ايقن ضابط برتبة عقيد بانه يستطيع بستين رجلا ان يسقط نظام دولة يوجد في قصر ملكها سرية للحرس الملكي الذي لديه رعيل دبابات ورعيل مدرعات وعدة مئات من الجنود المدربين , وان هذه الدولة هي عضو في حلف بغداد الذي يضم كل من بريطانيا وتركيا وايران وافغانستان يوجد في ميثاقه بند يحتم تدخل كل دول الحلف في حالة تعرض اي منها للخطر ؟ 
2- لماذا يصرخ عبد السلام عارف بهذا الشريط المسجل المرفق منددا بالمقاومة البسيطة التي اظهرها جنود الحرس الملكي في بداية الهجوم مدعيا بان قواته تريد السلم وعدم القتال وكأنه لم يكن يتوقع ان تحصل اي مقاومة لجنوده المهاجمين؟ 
3- هل كان عبد السلام عارف قد ابلغ مسبقا بان الحرس الملكي لن يقاوم وان العائلة المالكة ستستسلم بمجرد حصول الهجوم ؟ 
4- لماذا لم يأخذ الامير عبد الاله بمحمل الجد كل التحذيرات التي ابلغ بها بوجود محاولة انقلابية ستحصل صبيحة الرابع عشر من تموز , ولم يبلغ الملك فيصل الثاني بها ؟
5- ثم لماذا لم يطلب الامير عبد الأله من الحرس الملكي صد الهجوم الذي تعرض اليه القصر ؟
6- لماذا اعلن الملك فيصل الثاني بسرعة بأنه مستعد للاستسلام ومغادرة العراق من دون اي مقاومة ؟ 
7- هل تأمر الامير عبد الاله على النظام الملكي بالعراق وعقد اتفاق مع دولة اخرى من دون علم الملك على تسليم الحكم للجيش ومغادرة العراق .
ان كل الدلائل تشير الى ان دولة كبرى قد قد ابلغت الامير عبد الأله (او ربما أمرته) بانه يتعين على العائلة المالكة العراقية ترك الحكم ومغادرة العراق وانه ليس هناك من خطر سيصيبهم اذا ما اطاعوا هذه الاوامر , والدليل على هذا ان كل من وصفوا حادثة مجزرة قصر الرحاب بينوا بان الامير عبد الاله لم يكن مرتبكا بالمرة , حتى انه طلب من زوجته الاميرة هيام ان تصعد الى الاعلى وترتدي ملابس الخروج وكأنه يعرف بانهم سيغادرون بعد ساعات العراق . الوحيد الذي كان مرتبكا ومصفر الوجه هو الملك فيصل الثاني لانه لم يكن يعرف اي شيء عن ما يدور ولا عن اي اتفاق مسبق قد عقد . الشيء الوحيد الذي لم يحسب حسابه هو تدخل جنود وضباط مدرسة المشاة وعلى رأسهم قاتل العائلة المالكة العراقية النقيب عبد الستار سبع العبوسي الذي غير صورة ما كان مرسوما ان يحصل تماما .

وسام الشالجي
26 شباط 2016