اخر المواضيع في المدونة

السبت، 29 سبتمبر 2018

قطرات من عصارة الذات - هل عمر الهرم عمر جميل حقا

  كتبت الزميلة (إسراء سالم) في موقع مجلة نادي كلية العلوم بالفيسبوك كلمة لطيفة أسمتها (العمر الجميل) تكلمت فيه عن عمر الهرم أضفت عليه فيها صفات بديعة لكنها خيالية وغير واقعية . لست متفقا مع الأخت إسراء وأحب أن أرد بخاطرني هذه على كلمتها وأتكلم عن نفس العمر لكن بشكل مختلف . عمر الهرم الذي اسمته صديقتنا "العمر الجميل" هو بالحقيقة ليس غير عمر قبيح في كل شيء لأن كل ما فيه يسير نحو الانهيار . الهرم هو مرض خبيث أذا ركن له الانسان ولم يقاومه ويصارعه حوله هذا المرض الى مخلوق قبيح تطمح الحياة لأن تلفظه من سجلها اليوم قبل الغد . لن أعدد الصفات التي يكون عليها الإنسان إذا ركن لهذا المرض وتعايش معه , لكني سأتكلم عن كيف يمكن ان يكون إذا قاومه وصارعه وإنتصر عليه . لابد ان نعلم بأن الدنيا لا تحب القديم ولا تركن للماضي لانها تعيش في عالم الغد وتتطلع دوما للمستقبل والأت من الحياة . واذا عمل أي واحد منا بمبدأ القناعة والرضا بما أل إليه حاله فأنه سيتحول بالاخر إلى مخلوق كسيح أكل منه الدهر وشرب لابد أن يزول ليريح ويرتاح لان القناعة هي كنز لا ينفع والرضا هو طريق الضعفاء . الحياة منذ أن تبدأ بلحظتها الاولى حتى أخر لحظاتها هي ليست غير معركة شرسة وصراع وملاواة البقاء فيها لمن ينتصر ويتغلب على صعابها , ولو كان أي منا ضعيفا فهو كان حتما سيخسر هذه المعركة منذ زمن بعيد ويغادر هذه الحياة . نعم ليس هناك من شك بأن هناك اشياء لا يمكن للانسان أن يتجنبها من بين ذلك أمراض الكبر وتراجع الصحة واللياقة وتغير الشكل وفقدان الشعر , فاذا كان بالإمكان التغلب على هذا الحال فلماذا السكوت والإستسلام له , وكم من الناس تغلبوا على كل هذه ألاعراض وإحتفظوا بصحتهم ولياقتهم وأشكالهم بقدر لا بأس به . من هنا يجب أن تبدأ المعركة ويحاول اي منا أن يدور عكس عقارب الساعة ويسترجع بكل يوم ما تحاول الحياة أن تنتزعه منه . تبدأ المعركة بأن يكون الإنسان جزءا لا يتجزأ من الحاضر والمستقبل مهما كان عمره . أولى الخطوات نحو هذا هو عدم التوقف عن العمل والإستمرار به بأي شكل ووسيلة . كما إن الحفاظ على اللياقة البدنية من خلال ممارسة الرياضة بإستمرار , وكذلك مقاومة علامات الكبر كلها أشياء تطيل العمر وتحفظ روحية الشباب بداخلنا مهما بلغ عدد سنين أعمارنا . نعم هي ليست معركة سهلة لكن الإصرار والعزم فيها يمكن ان يؤدي الى نتائج باهرة . لا يجب أبدا أن يركن الانسان للضعف ويؤثر الراحة على المشقة لانه إن فعل ذلك وهجع لسريره لينام عليه مستريحا مطمئن البال سينتهي به الحال كجزء من هذا السرير وتقترب ساعته بعد كل يوم يمر وهو مستلقي عليه . ولأنها معركة شرسة يجب إعداد العدة لها ودخولها والإنسان واثق من النصر فيها . لابد أن يثبت كل واحد منا بأن الحياة مخطئة بحقه وهي إن ظنت بأن زمننا قد مضى وإننا قد اقتربنا من نهايتنا علينا أن نثبت وجودنا فيها غصبا ما عليها . ومهما تكن النتيجة فهي حتما افضل من الرضا بالحال والموت بهدوء وسعادة وراحة بال كما أرادت أن نتطلع إليه زميلتنا العزيزة إسراء , مع إعتزازي بها .




 وسام الشالجي

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by