منذ ان فتحنا عيوننا على هذه الحياة دأبنا
على سماع الكثير من الأمثال الشعبية البغدادية التي كانت ترد على السنة اهلنا في
المناسبات والاحاديث المختلفة . بعض تلك الامثال كانت تستعمل وتطلق علينا بالذات
حين تبدر من عندنا بعض الاشياء والاعمال التي ينزعج منها الاهل , حتى انها انطبعت
بذاكرتنا . بينما البعض الاخر منها كنا نسمعها خلال ما يرد من احاديث عامة من قبل
الاهل . ومع ان هناك المئات من الامثال الشعبية العراقية والبغدادية الا ان الكثير
منها لم تكن دارجة على الالسن , ويسرني اليوم بان اخصص خاطرتي هذه للحديث عن بعض
الامثال الشعبية التي كانت متداولة في حياتنا العامة لأذكر اصدقائي بها , والتي
غاب معظمها عن احاديث اليوم بعد ان تغيرت اللغات واختلفت اللهجات بسبب تغير الظروف
والاحوال .
سابدأ تلك الامثال بمثل شعبي دارج هو (من
السكوتي موتي ومن الورواري خلي وفوتي) . كنت كثيرا ما اسمع هذا المثل من زوجة ابي
والتي تطلقه علي بالذات , اذا كانت تردده حين كنت افعل بعض (الدكايك) بصمت لما كان
معهود علي من هدوء وقلة الكلام . ومثل اخر كنت اسمعه كثيرا ايضا منها هو (نكوله
زمال يكول حلبوه) . لا اتذكر عن ماذا كانت تطلق هذا المثل لكنه كان يرد على لسانها
كثيرا . وهناك مثل كنت اسمعه من والدي رحمه الله , هو (لو نبيع جفانة ماحد يموت) ,
وكان يطلقه للدلاله عن سوء الحظ بما يخص الرزق . ومن الامثال التي كنا نسمع بعضها
من اهلنا وبعضها من عامة الناس اذكر هنا هذه الامثال , وقد يكون في بعضها اختلاف بكلمة او اكثر بين
شخص او اخر حسب ما درج على ذكره :
بت الفكر
لا تاخذوها تجيب الفكر من بيت ابوها
الغني غنوله والفقير عفطوله
احاجيج يا
بنتي واسمعج يا جنتي
صام صام وفطر على جرّية
من برة هلّه هلّه ومن جوه يعلم ألله
رضينا بالبين والبين ما رضى بينا
كلبي على كلب ولدي وكلب ولدي من صخر
انزل بالمهفه واصعد باللحاف
عرب وين
طنبورة وين
لا حظت
برجيلها ولا خذت سيد علي
جفيان شر
ملة عليوي
انجب
مركتنا على زياكنا
قيم الركاع
من ديرة عفج
تجيك التهايم وانت نايم
ناس تاكل دجاج وناس تتلكه العجاج
وهناك امثال تتعلق بشهور السنة , يسرني ان
اذكر بعضها هنا :
آب اللهّاب
اول عشرة من اب تحرك البسمار بالباب
ثاني عشرة من اب تقل الاعناب وتكثر
الارطاب
ثالث عشرة من اب تفتح من الشتا باب
اذار ابو الهزاهز والامطار
شباط لف العجوز بالبساط
تموز اشرب المي بالكوز
ايلون سيروا ولاتجيلون
كانون نوبه عاقل نوبه مجنون
رحم الله ايام زمان الجميلة , ورحم
من غادرنا من الاهل وحفظ من بقي معنا منهم . وهذه صورة لي انا حين كنت بعمر افعل فيه
الدكايك بسكوت (سكوتي) , وصورة لازقة بغداد القديمة حيث كانت تخلق بها الامثال الشعبية قديما .
وسام الشالجي
20 تموز (يوليو) 2015