أرأيت يا صديقي كيف مضى بنا العمر وانتحر الشباب
وهل فطنت يا رفيقي كيف تهنا وضـعنا وسـط الضباب
ام تراك غفلت كيف خدعنا وتلاشت
أمالنا مثل السراب
حتى غدونا اشجارا يابسـة جوفاء مصفرة مثل
التراب
* * *
بعمر
غض التقينا وبلا موعد أتت بنا الاقدار وجمعتنا
فتلاقـت
اهوائنـا وانسجمت قلـوبنـا وتعانقت ارواحنـا
ومضينا
برحلة قصيرة أيامها حلوة بعثت
النشوة فينا
ثم
تبددت بعد برهة لمتنا وترك كل منا الاخر وأفترقنا
* * *
ثم راح
كل واحـد فينا يسعى لتحقيق أماله وما ابتغاه
منا
من ابتسمت بوجهه الدنيا ونال منها كل ما تمناه
ومنا
من ألبسته الدنيا ثوبا زائفا وغدا مغرورا
متباه
ومنا
من صارعته الحياة وضـاع وسط دروبها وتاه
* * *
وبعضنا
من رحل مسرعا وخطفته من بيننا منون القدر
وبعضنا
الأخر من هـام بالدنيا وفي البلاد البعيدة استقر
ومنا
من طحنته الحياة وخبزته وأكل وشرب منه الدهر
فـأه كم عذبتنا الحياة وكـم شتتنا حتى صرنا شذر مذر
فـأه كم عذبتنا الحياة وكـم شتتنا حتى صرنا شذر مذر
* * *
واذ جمعتنا الأيام يا صديقي
ثانية فتعال ضع يدك بيدي
وتعال نتنفس هواء الماضي ونستذكر
ايامنا الخوالي
ونحيي كل احلامنا ونحلق من
جديد في سماء التمني
وننسى كيف تبددت اهوائنا وضاع
الهوى منك ومني
* * *
لاتحدثني بما
حدث ولا عن مستقبل ضاع ولا عمر فنى
فكـل ما جرى بالأمس قد صار
رغم عنا رضينا ام أبينا
فأن حطم القدر بعض من مواضينا
فلنتفائل بما سيأتينا
ولنغادر منطقة الحزن ونضحك
من قلبنا ضحكة تنسينا
وتعال ننظم الشعر ونؤلف الالحان
ونصنع غنوة تحيينا
فلم يتبقى بالعمر سوى هنينة
فهيا نملئها بأحلى اغانينا
وسام الشالجي
12 تموز (يوليو) 2015