بقلم
وسام الشالجي
لكي
نعرف مدى تأثير الاخوين صالح وداود الكويتي على الموسيقى والاغاني
العراقية الحديثة لابد ان ان نتطرق الى ما قدماه واستحدثاه في مجال الاغنية
والموسيقى . تدارس الاخوان صالح وداود الكويتي المقام العراقي واستطاعا
بذكاء ان يوظفا مقاماته لخدمة الاغنية فخلقا بذلك اغنية عصرية تتميز بعذوبة
الحانها . ليس هذا فقط بل ان الموسيقار صالح الكويتي ابتدع مقام اللامي
الذي لم يكن معروفا من قبل . ولو نظرنا الى الاغنية العراقية قبل ظهورهما
لوجدنا بان افضل ما فيها كان محصورا بالمقام العراقي الكلاسيكي الذي كان
سائدا لعشرات السنين , اضافة الى الحان عثمان الموصلي التي تنضوي تحت اطار
موسيقى القرن التاسع عشر , اضافة الى الاغنية الريفية التقليدية . ومع
تأسيس الدولة العراقية الحديثة نشأت طبقة جديدة من المثقفين والضباط ورجال
الاعمال والحرفيين , وصارت هي التي تسير الامور بالبلد . غير ان هوة كبيرة
تولدت بين اذواق افراد هذه الطبقة المتسمة بالحداثة , وبين ما موجود من
فنون موسيقية وغنائية سائدة على الساحة . وفي هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة
جاء صالح وداود الكويتي وظهرا على الساحة ليملئا هذا الفراغ بأغاني
وموسيقى جديدة ذات نكهة مميزة تعبر عن مشاعر فتيان وفتيات هذه الطبقة
الجديدة .
ان اول ما ابتدعاه هذان المجددان هو ادخال ألات موسيقية جديدة على طريقة عزف الموسيقى العراقية اضافت اليها طابع الحداثة والتجديد . فمن سنطور المقام وجوزته والطبك , صارت الاغنية تعزف بالكمان والقانون والعود والناي والجلو والطبلة اليدوية (الدنبك) وبتعددية رائعة صنعت منها الاغنية الحديثة المنسوبة للمدينة كما نعرفها اليوم . ومع ان معظم مؤلفات الاخوين كان ضمن اطار الاغنية البغدادية , لكننا لو نظرنا الى اين امتدت اناملهما لوجدنا بانها طالت ايضا الاغنية الريفية والاغنية الموصلية , ومن قبل هذه كله الاغنية الكويتية اولا . ان هذا ان دل على شيء فانما يدل على انهما يحملان عبقرية موسيقية فذة لم تقف عند لون واحد ولم تتحدد بنوع معين من الاغاني . لقد كان الاخوان صالح وداود الكويتي مدرسة موسيقية بحد ذاتها , ولو لاحظنا الموسيقى والاغاني العراقية في عصر الاربعينات والخمسينات لوجدنا بانها متأثرة جدا بهذه المدرسة , وان اساليب جميع الملحنين الذين عاشوا بتلك الفترة وما بعدها , مثل احمد الخليل وعباس جميل ورضا علي كانت مشابهة تقريبا لاساليب صالح وداود الكويتي . وحتى من ناحية نوع الكلمات التي لحناها وغنياها فانهما كانا متنوعان حيث نجد في اغانيهما القصيدة , البستة , الابوذية , العتابة , الموال . وبالموسيقى , فقد كانا رائعين بحق وهما أول من ألفا المقطوعات الموسيقية المنفردة بتاريخ الموسيقى العراقية .
وبهذا يعد صالح وداود الكويتي هما من وضعا اسس الموسيقى والاغنية العراقية الحديثة كما نعرفها اليوم , ولازالت الاغنية البغدادية تقريبا كما هي لم تتغير منذ ان غادرا العراق عام 1951 . كما انهما قدما الى الساحة الفنية اصوات جديدة تتناسب مع ما حدثاه بالاغنية مثل: بدرية انور وحضيري أبو عزيز وداخل حسن وزكية جورج ونجاة سالم وغيرهم . ان لمن المؤسف ان يبقى العراق متنكر لفضل هذان العبقريان لاكثر من ستين عاما , وان يتناسى فضلهما ودورهما الكبير الذي لعباه في تأسيس الاغنية العراقية الحديثة . ان الحكومة العراقية , وبالذات وزارة الثقافة مدعوة لان تعيد النظر بمواقفها من اسمين لامعين , انتشر صيتهما بين العامة بفضل عظمة عطائهما وليس بفضل من احد او من جهة ما . تحية كبيرة لهذين الفنانين الكبيرين , وليهنأ التراث الثقافي والفني العراقي بما تركاه من ارث كبير لن نستطيع الاصوات الخبيثة والحاقدة من تغييبه وطمره بعد ان وقف شامخا كالمارد نافضا عنه تراب السنين التي مرت , ولافظا الى الابد كل جهد اتخذ لتغييبهما ومسح اسميهما من ذاكرة الفن العراقي .
ان اول ما ابتدعاه هذان المجددان هو ادخال ألات موسيقية جديدة على طريقة عزف الموسيقى العراقية اضافت اليها طابع الحداثة والتجديد . فمن سنطور المقام وجوزته والطبك , صارت الاغنية تعزف بالكمان والقانون والعود والناي والجلو والطبلة اليدوية (الدنبك) وبتعددية رائعة صنعت منها الاغنية الحديثة المنسوبة للمدينة كما نعرفها اليوم . ومع ان معظم مؤلفات الاخوين كان ضمن اطار الاغنية البغدادية , لكننا لو نظرنا الى اين امتدت اناملهما لوجدنا بانها طالت ايضا الاغنية الريفية والاغنية الموصلية , ومن قبل هذه كله الاغنية الكويتية اولا . ان هذا ان دل على شيء فانما يدل على انهما يحملان عبقرية موسيقية فذة لم تقف عند لون واحد ولم تتحدد بنوع معين من الاغاني . لقد كان الاخوان صالح وداود الكويتي مدرسة موسيقية بحد ذاتها , ولو لاحظنا الموسيقى والاغاني العراقية في عصر الاربعينات والخمسينات لوجدنا بانها متأثرة جدا بهذه المدرسة , وان اساليب جميع الملحنين الذين عاشوا بتلك الفترة وما بعدها , مثل احمد الخليل وعباس جميل ورضا علي كانت مشابهة تقريبا لاساليب صالح وداود الكويتي . وحتى من ناحية نوع الكلمات التي لحناها وغنياها فانهما كانا متنوعان حيث نجد في اغانيهما القصيدة , البستة , الابوذية , العتابة , الموال . وبالموسيقى , فقد كانا رائعين بحق وهما أول من ألفا المقطوعات الموسيقية المنفردة بتاريخ الموسيقى العراقية .
وبهذا يعد صالح وداود الكويتي هما من وضعا اسس الموسيقى والاغنية العراقية الحديثة كما نعرفها اليوم , ولازالت الاغنية البغدادية تقريبا كما هي لم تتغير منذ ان غادرا العراق عام 1951 . كما انهما قدما الى الساحة الفنية اصوات جديدة تتناسب مع ما حدثاه بالاغنية مثل: بدرية انور وحضيري أبو عزيز وداخل حسن وزكية جورج ونجاة سالم وغيرهم . ان لمن المؤسف ان يبقى العراق متنكر لفضل هذان العبقريان لاكثر من ستين عاما , وان يتناسى فضلهما ودورهما الكبير الذي لعباه في تأسيس الاغنية العراقية الحديثة . ان الحكومة العراقية , وبالذات وزارة الثقافة مدعوة لان تعيد النظر بمواقفها من اسمين لامعين , انتشر صيتهما بين العامة بفضل عظمة عطائهما وليس بفضل من احد او من جهة ما . تحية كبيرة لهذين الفنانين الكبيرين , وليهنأ التراث الثقافي والفني العراقي بما تركاه من ارث كبير لن نستطيع الاصوات الخبيثة والحاقدة من تغييبه وطمره بعد ان وقف شامخا كالمارد نافضا عنه تراب السنين التي مرت , ولافظا الى الابد كل جهد اتخذ لتغييبهما ومسح اسميهما من ذاكرة الفن العراقي .
وسام
الشالجي
27
أذار 2015