بقلم
وسام الشالجي
خلال الاشهر الماضية حصلت هزائم وانتكاسات
كبيرة في العراق ادت الى خسائر باهضة في الارواح والمعدات والارض , وجرى تهجير مئات
الالوف من المواطنين من ديارهم ومناطقهم التي كانوا يعيشون فيها لمئات خلت من
السنين . ولو تفحصنا طبيعة ما جرى واسبابه لوجدنا بانه يرجع الى عامل رئيسي مهم هو
تفشي الروح الانهزامية لدى المقاتل العراقي , طبعا مع الاشارة الى ان هذا التعبير
هو مجازي ولا يقصد فيه المطلقية . ومن الطبيعي ان يرتبط هذا العامل بشكل اساسي
بالروح الوطنية التي يملكها هذا المقاتل مما يدلل على انها كانت مهتزة وغير راسخة
من الاساس بما يظهر بوضوح عن وجود خلل في التكوين الشخصي للأنسان العراقي في الوقت
الراهن . وفي الواقع فان هذا الخلل الخطير هو موجود وملحوظ منذ زمن , وهو السبب في
كل الكوارث التي المت بالعراق في مراحل مابعد التغيير الذي حصل بعد 2003 , ابتداء
من سرقة مؤسسات الدولة والممتلكات العامة وتهريبها . مرورا بتفكيك جميع الهياكل
التي تشكل الدولة العراقية التي تم بنائها على مدى ثمانين عام , بما في ذلك حل الجيش
النظامي وجميع المؤسسات الامنية في البلد ونهب وتدمير اسلحتها وكل امكانياتها
القتالية والمؤثرة , وانفلات الضبط العام وضياع هيبة القانون وشيوع التفرقة وتفشي التخندق
الفئوي بشتى اشكاله , واخيرا وليس أخرا الهزائم التي عصفت بالعراق خلال الفترة
الاخيرة . وبالرغم من ان الحكومات المتعاقبة حاولت تخفيف وطأة هذا الخلل الخطير من
خلال اعادة بناء الشخصية العراقية وزرع روح الوطنية فيها من جديد عبر سلسلة من
البرامج الاعلامية المنظمة , الا ان كل ما تم القيام به تبين فيما بعد بانه ليس
غير اعادة طلاء لجدران خربة لم يغير الطلاء الجديد من كينونتها بشيء ولم يبعث فيها
القوة على الصمود امام العواصف المدمرة التي هبت على الوطن . ترى لماذا حصل مثل
هذا الامر , ومالذي جعل الانسان العراقي المعروف بوطنيته على مدى التاريخ ,
والمقاتل العراقي بصورة خاصة والتي تشهد له سوح المعارك في الماضي بصلابته وقوته
بالوصول الى هذا المستوى من الدرك , ذلك هو ما سيحاول هذا المبحث التوصل اليه .
اولا علينا ان نعرف بان الانتماء ومسقطية الرأس والعيش ضمن حدود الوطن لا تكفي لوحدها لخلق الروح الوطنية وتكوين الغيرة على الوطن في نفس الانسان , وانما هذه عادة ما تكون تكون عوامل ثانوية . كما ان حب الانسان لوطنه حتى وان كان كبيرا لا يكفي لوحده لان يجعله يهب بقوة وحماس للدفاع والذود عنه حينما تهدده الاخطار وتلوح حراب الاجنبي من بعيد مهددة سلامة وسيادة الوطن . ولو نظرنا الى حالة العراق خلال السنوات الاخيرة لوجدنا بان الاخطار ظلت تعصف به من كل جانب مهددة سلامته وامنه , حتى يمكن القول بانه تعرض للاحتلال وسيطرة الاجنبي وتدخلاته والعبث بمقدراته لاكثر من مرة خلال تلك الفترة . كما ان البلد اصبح ايضا عرضة لمشاريع التقسيم وصار وجوده ككيان مستقل ومتلازم مهددا على طول الخط . وبدل ان نجد المواطن العراقي يهب للدفاع عن وطنه بدافع وطني حقيقي اصبحنا نجده يهرب من سوح المعارك فارا بجلده ان استطاع تاركا اسلحته ومعداته . كما اصبحنا نرى المواطنون العراقيون يهاجرون من البلد ويتركونه ليس بالمئات أو الألوف فحسب بل بمئات الألوف . وحتى من بقي منهم موجودا ضمن حدود الوطن اصبح يخطط على المدى البعيد لان يترك البلد , او على الاقل يرتب الامور لأولاده ويساعدهم ويهيء لهم السبل والفرص لترك الوطن . ما من وطن قط على وجه الارض وصل الى مثل هذا الحالة التي وصلها العراق , مما يجعله بامتياز يرشح لان يدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية في وصفه اكثر وطن بالعالم يفر منه اهله ومواطنيه طواعية .
ان اي معادلة بالكون لا يمكن ان تصبح صحيحة مالم تكن متوازنة من طرفيها , وهذا يشمل معادلة حب الوطن . ان هذا يعني ببساطة بان حب المرء لوطنه لابد ان يقابله من الجهة الاخرى حب مقابل من جهة الوطن لمواطنيه واهله وشعبه بنفس القوة والقدر . وقد يسأل سائل وكيف يحب الوطن مواطنيه ؟ الجواب على هذا يكمن في ان يوفر الوطن للمواطن كل ما يبتغيه من حرية وسلامة وامن وخير وسعادة , وان يحفظ كرامته ويوفر له سبل العيش الكريم , وان يضمن له ولابنائه المستقبل الزاهر . بهذا فقط يمكن ان تتوازن المعادلة وتتساوى قوى الشد فيها من الجانبين , ومن غير هذا تختل المعادلة ولا تصبح موجودة واقعا . ولو طبقنا هذه المعادلة على العراق كوطن لوجدنا بان الطرف الثاني منها غير موجود بالمرة , خصوصا خلال العقود الاخيرة . فالمواطن بالعراق غير أمن على حياته ولا على ممتلكاته وكرامته مهانة وسبل العيش الكريم المتاحة له قليلة وضعيفة ومستقبل اولاده غير مضمون . كما ان حياة المواطن صعبة للغاية تسودها المشقة والمعاناة , ووسائل الترفيه والحياة الاجتماعية والمتع البريئة قليلة جدا ان لم تكن معدومة تماما . كما ان الفقر منتشر بالرغم من غنى البلد لان المال العام مشاع ويتعرض للنهب والسرقة امام اعين الناس دون ان ينال السارق عقوبة او محاسبة . وبالاضافة الى كل هذا فان القانون مهان وضعيف والبلد تسوده شريعة الغاب والحق لا يقع الا بجانب القوي , ومن يمتلك النفوذ والسطوة في البلاد وله الكلمة العليا في كل شيء هم رؤساء التكتلات الفئوية بشتى انواعها واتباعهم . لذلك , فمن الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل بناء وطنية حقيقية وزرعها في وجدان المواطن والظروف السائدة بالبلد هي بهذا الحال .
اولا علينا ان نعرف بان الانتماء ومسقطية الرأس والعيش ضمن حدود الوطن لا تكفي لوحدها لخلق الروح الوطنية وتكوين الغيرة على الوطن في نفس الانسان , وانما هذه عادة ما تكون تكون عوامل ثانوية . كما ان حب الانسان لوطنه حتى وان كان كبيرا لا يكفي لوحده لان يجعله يهب بقوة وحماس للدفاع والذود عنه حينما تهدده الاخطار وتلوح حراب الاجنبي من بعيد مهددة سلامة وسيادة الوطن . ولو نظرنا الى حالة العراق خلال السنوات الاخيرة لوجدنا بان الاخطار ظلت تعصف به من كل جانب مهددة سلامته وامنه , حتى يمكن القول بانه تعرض للاحتلال وسيطرة الاجنبي وتدخلاته والعبث بمقدراته لاكثر من مرة خلال تلك الفترة . كما ان البلد اصبح ايضا عرضة لمشاريع التقسيم وصار وجوده ككيان مستقل ومتلازم مهددا على طول الخط . وبدل ان نجد المواطن العراقي يهب للدفاع عن وطنه بدافع وطني حقيقي اصبحنا نجده يهرب من سوح المعارك فارا بجلده ان استطاع تاركا اسلحته ومعداته . كما اصبحنا نرى المواطنون العراقيون يهاجرون من البلد ويتركونه ليس بالمئات أو الألوف فحسب بل بمئات الألوف . وحتى من بقي منهم موجودا ضمن حدود الوطن اصبح يخطط على المدى البعيد لان يترك البلد , او على الاقل يرتب الامور لأولاده ويساعدهم ويهيء لهم السبل والفرص لترك الوطن . ما من وطن قط على وجه الارض وصل الى مثل هذا الحالة التي وصلها العراق , مما يجعله بامتياز يرشح لان يدخل موسوعة غينيس للارقام القياسية في وصفه اكثر وطن بالعالم يفر منه اهله ومواطنيه طواعية .
ان اي معادلة بالكون لا يمكن ان تصبح صحيحة مالم تكن متوازنة من طرفيها , وهذا يشمل معادلة حب الوطن . ان هذا يعني ببساطة بان حب المرء لوطنه لابد ان يقابله من الجهة الاخرى حب مقابل من جهة الوطن لمواطنيه واهله وشعبه بنفس القوة والقدر . وقد يسأل سائل وكيف يحب الوطن مواطنيه ؟ الجواب على هذا يكمن في ان يوفر الوطن للمواطن كل ما يبتغيه من حرية وسلامة وامن وخير وسعادة , وان يحفظ كرامته ويوفر له سبل العيش الكريم , وان يضمن له ولابنائه المستقبل الزاهر . بهذا فقط يمكن ان تتوازن المعادلة وتتساوى قوى الشد فيها من الجانبين , ومن غير هذا تختل المعادلة ولا تصبح موجودة واقعا . ولو طبقنا هذه المعادلة على العراق كوطن لوجدنا بان الطرف الثاني منها غير موجود بالمرة , خصوصا خلال العقود الاخيرة . فالمواطن بالعراق غير أمن على حياته ولا على ممتلكاته وكرامته مهانة وسبل العيش الكريم المتاحة له قليلة وضعيفة ومستقبل اولاده غير مضمون . كما ان حياة المواطن صعبة للغاية تسودها المشقة والمعاناة , ووسائل الترفيه والحياة الاجتماعية والمتع البريئة قليلة جدا ان لم تكن معدومة تماما . كما ان الفقر منتشر بالرغم من غنى البلد لان المال العام مشاع ويتعرض للنهب والسرقة امام اعين الناس دون ان ينال السارق عقوبة او محاسبة . وبالاضافة الى كل هذا فان القانون مهان وضعيف والبلد تسوده شريعة الغاب والحق لا يقع الا بجانب القوي , ومن يمتلك النفوذ والسطوة في البلاد وله الكلمة العليا في كل شيء هم رؤساء التكتلات الفئوية بشتى انواعها واتباعهم . لذلك , فمن الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل بناء وطنية حقيقية وزرعها في وجدان المواطن والظروف السائدة بالبلد هي بهذا الحال .
ومن بين كل المواطنين العراقيين فان وطنية المقاتل العراقي من ابناء قواته المسلحة هي اخطر صفة يمكن ان تكون على المحك لما تتركه من اثر مباشر على أمن البلاد وسلامة اراضيه ومواطنيه . ولو حاولنا دراسة هذه الصفة لنستطلع نوع الوطنية التي يحملها المقاتل ومدى تأثير هذه الوطنية في تقرير ماهية وطبيعة تصرفه في الساعة الحاسمة التي تشتد بها المواجهة دفاعا عن ارض الوطن وشعبه ومقدراته لوجدنا بان تصرفه في تلك الساعة يخضع لتأثير عوامل عديدة . اولا يجب ان نعي بان المقاتل العراقي في مرحلة مابعد 2003 هو عسكري متطوع (سواء ان كان جندي او ضابط) امتهن العسكرية كمهنة يعتاش عليها ويعيل عائلته من دخلها , لذا فانه على الاغلب صاحب اسرة واطفال وليس شخص مجرد من المتعلقات كما هو على الاغلب حال من يقاتله في الجهة الاخرى . وفي لحظة المواجهة الصعبة التي يصبح فيها الفارق بين الحياة والموت ليس اكثر من خيط رفيع سيسأل المقاتل نفسه اسئلة عديدة سيتحدد على ضوء جوابها نوعية تصرفه اللاحق . الجواب الذي سيتوصل اليه هذا المقاتل سيحدد فيما اذا كان سيندفع الى الامام بقوة لمقارعة العدو ببسالة وانتزاع الارض المغتصبة من يده مهما انطوى على ذلك من مخاطر قد تصل حد الاستشهاد , او سيتراجع الى الخلف بما يمكن ان يحفظ له حياته حتى وان كان في ذلك ضياع للمزيد من اراضي الوطن . اول سؤال سيسأل المقاتل نفسه هو : اذا استشهدت بهذه المعركة فلمن ساترك اطفالي ومن سيضمن حقوقهم بالحياة ومن سيرعى شؤونهم ومن سيساعدهم في بناء حياتهم ؟ فاذا اطمئن المقاتل بأن هناك دولة خلفه ستكون مسؤولة عن اولاده , وهو واثق من امانتها على مستقبلهم وحماية حقوقهم عندها ستكون فرصة الاندفاع الى الامام قوية جدا . اما اذا لم يكن واثقا من هذا فان النجاة بالحياة سيكون دافعه اقوى بما يؤدي الى التراجع والفرار من المعركة . سؤال خطير اخر سيسأل المقاتل نفسه ايضا هو : اذا قتلت بهذه المعركة فهل هناك جدوى من موتي ؟ وهل سيواصل من معي القتال والاندفاع من اجل انتزاع النصر ويتحقق الامل المنشود بخلق وطن متحرر وبلد أمن ومستقر يعيش فيه الجميع بسلام ووئام واطمئنان ؟ ام ان فرص النصر ضعيفة وحال البلد لن يتغير وستبقى الارض تضيع والوطن يتراجع يوما بعد يوم وتتدهور احواله باستمرار بما سيجعل موتي يذهب سدى ولن يأتي بأي نتيجة مثمرة ؟ فاذا شعر المقاتل بقناعة تامة بأن الأمل بتحرر البلد من سيطرة الاجنبي والمحتل كبير , وان فرص تقدمه وتطوره على طريق التقدم والبناء والتحضر قوية عندها سيتولد دافع جديد في نفس المقاتل لان يندفع بعزم وثبات الى الامام لمقاتلة العدو وانتزاع الارض من يده . اما اذا شعر بان موته ليس فيه فائدة ولن يثمر عن شيء فليس من الغريب ان نجده يفر من المعركة بكل بساطة . وهناك سؤال اخر سيخطر على بال المقاتل حتما في تلك اللحظات العصيبة هو : اذا قتلت بهذه المعركة فهل سأخسر حياتي من اجل حكام عادلين مخلصين لهذا البلد وعازمين بحق على المضي به الى مستقبل افضل , ام ساخسرها من اجل حكام غير مخلصين لا يهمهم الوطن بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية , او السراق واللصوص ممن يعيثون بالبلد فسادا , او من اوصلتهم الاقدار للسلطة دون استحقاق , او الجبناء المتهيئين للفرار بمجرد ما تضيق بهم السبل . اذا كان الجواب هو نعم على الشق الاول من هذا السؤال فان قتال المقاتل سيكون كالأسد الصنديد في المعركة , اما اذا كان الجواب بنعم هو على شقه الثاني فمن المؤكد بأن المقاتل سيترك بندقيته وعتاده وكل شيء عنده ويسرع بالفرار من المعركة لانه حتما غير مستعد بان يقتل من اجل حكام وقادة خونة وسراق . سؤال اخر مهم جدا لابد ان يخطر على بال اي مقاتل في سوح المعارك هو : اذا مت شهيدا من اجل بلدي فهل سيكرمني هذا البلد ويذكرني باستمرار حتى وان مر على استشهادي مئة عام ويضع ابنائه الزهور على قبري ويشيدون بتضحياتي في المناسبات الوطنية كأعتراف بفضلي لاني سقطت من اجل الوطن وترابه وكرامته وشعبه ولم أخذله في ساحة الشرف ؟ ام ان تضحيتي هذه ستنسى وتضيع حقوقي كشهيد كما ضاعت حقوق معظم الشهداء قبلي ولمرات عديدة سابقا بمجرد ان تتغير الانظمة ويتبدل الحكام في هذا البلد ؟ ان مثل هذا السؤال هو ايضا من الاسئلة المهمة التي يمكن ان يحدد جوابها تصرف المقاتل في تلك اللحظة الخطيرة حين تشتد المواجهة مع العدو اثتاء القتال موجها اياه الى الامام او الى الخلف .
يتبين مما جاء اعلاه بان الوطنية الحقيقية لاي مواطن تجاه وطنه هي ليست تحصيل حاصل لمجرد انتماء المواطن للبلد او العيش ضمن حدوده بل هي بناء كبير يجب ان يبنى , وانها تخضع للعديد من المؤثرات التي تحدد مستوياتها وتقرر مدى الاستعداد لتقديم التضحيات الكبيرة من اجل سلامة اراضي الوطن وسيادته . ان الحقائق التي تفرزها تلك المؤثرات مما مر ذكر بعضها اعلاه يمكن ان تفسر سبب الهزائم الكبيرة التي حصلت في المعارك التي خاضتها قواتنا المسلحة في الاشهر الاخيرة وارتفعت فيها معدلات الخسائر بالنفوس والمعدات والاراضي . كما ان تلك الحقائق تبين ايضا بأن مدى اندفاع المقاتل العراقي وهوفي خط النار ومستوى حماسه بالمعركة يتقرر بالدرجة الاساس بناء على تصرفات من يحكم ويدير البلاد من على المكاتب الامنة الموجودة في المدن البعيدة عن خطوط القتال وليس من ظروف المعركة نفسها . لذلك , وبناء على هذا يجب على الحكام والقادة ان لا ينتظروا ان يموت المقاتلين في ساحات القتال لمجرد انهم عراقيين ويستلمون رواتبهم , بل عليهم ان يعرفوا بان كل خطوة تخطى وكل قرار يتخذ وكل ممارسة تجري في البلد تترك اثرها على روحية المقاتل وتحدد ما سيفعله في لحظة المواجهة . ان الانتصارات الاخيرة التي حققتها قواتنا المسلحة يؤكد ما جرى ذكره , فبمجرد ان حصلت تغييرات سياسية على مستوى القادة وبدأت التحقيقات في الفساد المستشري تأخذ مجراها فقد ترك هذا اثره على معنويات المقاتلين في الجبهات وبدأت النتائج تظهر على الارض بشكل واضح . كما يجب ان يكون معروفا بان البناء الصحيح للوطنية في الفرد يجري من الصغر ومن خلال جميع الممارسات الحياتية والاجتماعية التي يمر فيها الفرد , وانها لا تبنى في ظروف سريعة ومن خلال محاضرات خاطفة تلقى على المقاتلين قبل زجهم بالمعارك . ليس معنى هذا بانه لا توجد اهمية للتوجيه المعنوي والبناء الوطني والعقائدي في الوحدات المقاتلة , لكن القصد هو الاشارة الى ان بناء الوطنية في داخل النفس هي مهمة كبيرة وطويلة الامد , وهي بعيدة المدى ايضا وقد لا تعطي أوكلها ولا تظهر نتائجها الا بعد عشرات السنين .
وسام الشالجي
كاتب من العراق
4 كانون الثاني (يناير) 2015