أسأل الله تعالى بان يوفقني بهذه الانطلاقة وان يجلب الاهتمام الى نشاطاتي المتنوعة , وان يحقق غايتي في خدمة الاخرين دون ان اسأل من وراء ذلك اجرا او فائدة , والله من وراء القصد .
26 ايلول 2012
سأكتب , لا يهم لمن
أيامي , موقع ثقافي يعني بالمواضيع الثقافية والتاريخية والتراثية والفنية . مسؤول الموقع ومديره (د. وسام الشالجي) .
بعد نجاح الجزئيين الأول والثاني من سلسلة "أيام التغيير في العراق" للكاتب وسام الشالجي اكتسب المؤلف دفعا جديدا للاستمرار في تأليف أجزاء أخرى من السلسلة التي بدأ بكتابتها مستثمرا الزخم الذي تولد عنده من تشجيع الآخرين وإعجابهم في ما حققه من رواية فصول مهمة من تاريخ العراق المعاصر. ولأن الهدف الأساسي من إصدار هذه السلسلة هو تعريف القارئ, سواء العراقي أو العربي بوقائع أيام تغيير حاسمة حصل فيها تبديل للأنظمة والحكام بالعراق فقد قرر الكاتب الانتقال برواية وقائع يوم جديد من هذه الأيام, ذلك هو يوم 18 تشرين الثاني عام 1963 الذي سبقته سلسلة من الأحداث التي أشبه ما تكون بعاصفة مدوية أو زوبعة شديدة كادت أن توغل البلاد بحرب أهلية شرسة تسفك فيها أنهار من الدماء لا لشيء إلا من أجل وصول هذا أو ذاك إلى سدة السلطة والانفراد بها. ولأن أحداث يوم 18 تشرين الثاني انتزعت إلى حد ما فتيل إشتعال هذه الحرب, ولجمت لسان من كانوا يصبون بتصريحاتهم وأفعالهم الزيت على النار فقد قرر الكاتب إختيار تسمية "يوم احتواء العاصفة" لتكون عنوانا لكتابه الجديد كتعبير عن النجاح بتدارك الأمور باللحظات الأخيرة ومنع خروجها عن السيطرة وإنقاذ العراق من أزمة كادت أن تعصف بأمنه ومستقبله.
لم يكن عسيرا على الكاتب الخوض في غمار قصته الروائية الجديدة لأنه كان تقريبا بسن يعي أحداثها ويتذكر الكثير من تفاصيلها، وبمجرد أن عاد بذاكرته إلى تلك الأيام وراح يبحر في بطون صفحات الكتب الموجودة عنها حتى تولدت بذهنه صورة كاملة عن قوام وهيكل الكتاب الجديد فتوكل على الله وبدأ يخط السطور الأولى من مؤلفه الجديد. يتألف كتاب يوم احتواء العاصفة من (22) فصلا تبدأ كما بدأ الجزء الثاني الذي سبقه بفصل موسع يتكلم عن الأوضاع السياسية في العراق بعهد البعث الأول بعد وقوع حركة 8 شباط عام 1963 التي أزاحت عن السلطة رئيس الوزراء الأسبق الفريق الركن عبد الكريم قاسم وأقامت نظام حكم جديد تربع على السلطة فيه حزب البعث- قطر العراق. وفي بدايات هذا الفصل غاص الكتاب عميقا في أصول الخلاف العقائدي والتنظيمي والسياسي الذي وجد بين حزب البعث بالعراق والحزب الشيوعي العراقي, والذي ترجع أصوله إلى المد الشيوعي الذي وصل ذروته عام 1959. كان التوغل عميقا بهذا الموضوع ضروريا لتهيئة القارئ نفسيا لفهم واستيعاب دوافع ما قام به حزب البعث لاحقا من مجازر وفظائع انتقامية بحق الشيوعيين بعد وصوله للحكم في 8 شباط. وقد استعرض الكاتب في هذا التقديم رواية حادثتين غير مشورتين مرت بأقرباء مباشرين له، واحدة وقعت مع إبن عام والده المقدم موسى الشالجي الذي سحل حيا من وحدته في معسكر الديوانية بعد ثورة 14 تموز 1958 بأيام قليلة. وحادثة أخرى وقعت لوالده المقدم الركن قاسم الشالجي حين كان آمرا لمدرسة الهندسة الآلية الكهربائية بمعسكر الرشيد عام 1959 والذي أنقذه الله بقدرة قادر من عملية سحل مماثلة. وبعد هذه المقدمة يمضي الكتاب في استعراض وقائع الشهور التسعة التي حكم بها حزب البعث العراق، بكل ما فيها من مآس وفوضى وتخبط ضاعت فيه هوية النظام الحاكم حتى كادت البلاد أن تتحول إلى مجموعة ضيعات يتحكم بها رجال لا يملكون معرفة ولا دراية بأصول الحكم وأسسه وضوابطه بقدر ما يجيدون التنكيل والتآمر على بعضهم البعض. ومن بين كل هذه الأحداث المتأججة رأى الكاتب بأن من الضروري أن يضع الأرضية والأسس المسبقة لما سيتبع الكتاب الذي يقوم بتأليفه من كتب أخرى فخصص فصل خاص بين فصول كتابه للدور السياسي والتنظيمي لصدام حسين ونشاطاته خلال عهد البعث الأول عام 1963, وعلاقاته برجال الحكم الذي كانوا سادة تلك الفترة. لم ينسى الكاتب في ما أتى لاحقا من فصول بيان وضع الرئيس الأسبق عبد السلام عارف بوسط الفئة الحاكمة فعليا للبلاد بتلك الفترة، وكيف كان يناور ويراوغ لفهم نفسية ودواخل كل فرد من تلك الفئة، وكيف راح يستثمر الخلافات الموجودة بينهم ويجير كل شيء لمصلحته ويضع أسس وقواعد ما نوى أن يفعله لاحقا.
بعد كل هذه المقدمات ينتقل الكتاب إلى رواية وقائع الأحداث الرئيسية التي أدت بالنهاية إلى وقوع حركة 18 تشرين بذلك العام، والتي بدأت بانعقاد المؤتمر القطري الخامس لحزب البعث بالعراق، ثم تلاه بعد فترة وجيزة المؤتمر القومي السادس للحزب الذي انعقد في دمشق واللذان كانا معا باكورة الانشقاقات والخلافات الحادة التي وقعت بالعراق وقادت إلى ما حدث في جلسة مؤتمر الرشاشات، أو الجلسة الاستثنائية للمؤتمر القطري الخامس التي أدت إلى اقتياد علي صالح السعدي وزمرته من قاعة المؤتمر إلى قاعدة الرشيد الجوية ونفيهم بليلة ظلماء إلى إسبانيا. ثم يتنقل الكتاب بعد قص هذه الأحداث إلى رواية وقائع الأيام العاصفة بين 11 إلى 18 تشرين الثاني التي صارت بها البلاد على شفا حفرة من نار كادت أن تؤدي بها إلى هاوية سحيقة لا يعرف قرارها. وقبل أن تقع الواقعة استطاع عبد السلام عارف استثمار كل ما جرى في تغيير وجهة السفينة المتخبطة وسط الأمواج المتلاطمة، حتى نجح أخيرا يوم 18 تشرين الثاني باستلام دفتها وصار الربان الذي يتحكم بها فأرساها على الشاطئ الذي أعده جيدا بذكائه وفطنته مسبقا ليصعد بعدها إلى السلطة المطلقة ويصبح سيدها بلا منازع. ولأن تحويل الموضوع التاريخي إلى قصة روائية يتطلب إضافة سيناريو وحوار إليها كما هو الحال في إنتاج الأفلام السينمائية, لذلك فقد لجأ الكاتب إلى نفس الأسلوب الذي اتبعه بكتابيه السابقين من خلال جلب المفرادات التاريخية المكتوبة عن الفترة التي هي موضوع الكتاب واستنطاقها وجعلها تتحدث عن نفسها بحوارات مختلفة تعبر للقارئ عن كل ما كان يقال ويدور بعقول أبطال القصة ساعة وقوع الأحداث, والكلام الذي تكلموا به بطريقة تجسد الحدث الذي روته تلك المفردات أمام القارئ بشكل واضح وتجعل الأحداث تبدو وكنها مشاهد واقعية ملموسة ومنظورة. استخدم الكاتب لهذا الغرض كل ما يتمكن فيه من قدرات لجعل القارىء يتخيل كل ما يدور من وقائع وأحداث, بما في ذلك تصور اللقاءات والاجتماعات وسماع الحوارات التي كانت تجري بين شخوص الرواية وكأنه جالس معهم, بحيث يجري بالنهاية تحويل المعلومة التاريخية إلى صورة مرئية كاملة أمام القارئ.
يتكون كتاب يوم إحتواء العاصفة من 448 صفحة, وهو زاخر بالصور الحقيقية بالإضافة إلى تلك التي صممها الكاتب بنفسه للمساعدة بتخيل كل ما كان يجري وما يدور. الكتاب هو أحد منشورات (مكتبة النهضة العربية) في بغداد, وقدر جرى توزيعه على معظم مكتبات العراق, كما تمت المشاركة به في مؤتمرات الكتاب في شتى أنحاء الوطن العربي. يمكن طلب الكتاب لمن يقطنون خارج الوطن العربي أما مباشرة من مكتبة النهضة العربية عبر خدمة التوصيل, أو من مكتبة "نيل وفرات" الدولية عبر شبكة الإنترنت. يتمنى الكاتب بأن يكون قد وفق بإصدار هذا الكتاب المهم وأن يشكل وجوده إضافة مهمة للمكتبة العربية, وأن يكون قد نجح في تغطية وقائع وأحداث مهمة شكلت مفترقا أخرا بين عهدين مختلفين مرا بالعراق في مرحلة تعتبر من أدق المراحل التي عاشتها الدولة العراقية الحديثة, والله الموفق وهو دائما من وراء القصد.
الدكتور وسام الشالجي
لاقى كتاب "يوم الصخب العظيم" الذي هو الجزء الأول من سلسلة أيام التغيير في العراق نجاحا كبيرا ونفذ من الأسواق بوقت قياسي، على الرغم من أنه أول كتاب مطبوع للكاتب ينزل إلى الأسواق. وقع المؤلف بسبب قلة الخبرة وحداثة تجربته بمضمار التأليف والنشر بخطأ كبير حين أحال مهمة طباعة ذلك الكتاب إلى دار نشر مصرية هي "دار روافد للنشر والتوزيع" من دون الانتباه إلى حقيقة مهمة وأساسية وهي أن السوق الرئيسي للكتاب يقع في العراق وليس بمصر. أدى هذا الخطأ إلى وقوع مشاكل كثيرة مع الدار الموزعة للكتاب من بينها التلكؤ في توزيع الكتاب على المكتبات العراقية ونفاذه من الأسواق العراقية من دون تحقق وضخ كميات جديدة منه, ومع ذلك فإن التجربة تعتبر ناجحة بكل الأحوال على الرغم من كل مطباتها. وبعد نجاح الجزء الأول من السلسلة تشجع المؤلف على خوض تجربة ثانية من خلال تأليف قصة يوم آخر من أيام التغيير بالعراق ذلك هو يوم قيام حركة 8 شباط عام 1963 بالعراق والتي سميت بحينها بحركة 14 رمضان، فكانت النتيجة ولادة فكرة تأليف كتاب جديد عن تلك الحركة هو كتاب "يوم الجمعة العصيب". ومع أن هذا الكتاب كأخيه الذي سبقه في كونه كتابا روائيا وليس تاريخيا وتوثيقيا، إلا أن الكاتب وجد ضرورة ملحة في أن يضيف إليه بعض المعلومات التاريخية حين رأى بأن قارئ الكتاب يحتاج لأن يطلع قبل قراءته لتفاصيل يوم الحدث على طبيعة الأحوال السياسية في العراق قبل يوم 8 شباط 1963 والضرورات الموضوعية التي أدت إلى وقوع حركة التغيير بذلك اليوم، لذلك فقد أضاف إليه مقدمة عن الأحوال السياسية التي سادت بالعراق خلال العهد الجمهوري الأول. كما وجد المؤلف بأن من المتطلبات المستجدة التي يجب أن يدخلها على الرواية هي أن يتضمن الكتاب نبذة مختصرة عن كل شخصية من أبطال الرواية لكي يعرف القارئ خلفياتهم وتوجهاتهم السياسية، ليستوعب بعدها ويفهم طبيعة الأدوار التي لعبوها في أحداث القصة.
يتألف كتاب يوم الجمعة العصيب من (26) فصلا تبدأ بفصل موسع يتكلم عن الأوضاع السياسية في العراق أثناء العهد الجمهوري الأول 1958 – 1963، والخلافات التي وقعت بين قائدي ثورة 14 تموز الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف والتي امتدت آثارها لتصبح بالنهاية أحد أسباب وقوع حركة 8 شباط الانقلابية. ومع أن هذا الفصل تاريخي بحت إلا أن الكاتب ظل يحاول جهد الإمكان الحفاظ على الطبيعة الروائية في السرد، فراح يعبر عن وقائع تلك الفترة بأسلوب قصصي بقدر ما يستطيع. كانت حركة 8 شباط عام 1963 من تخطيط وتنفيذ حزب البعث بالعراق بلا منازع، ولكي يفهم القارئ كيف صعد كل من عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر إلى رأس السلطة حيث تبوأ الأول منصب رئيس الجمهورية بينما تبوأ الثاني منصب رئيس الوزراء فقد تناول الفصلان الثاني والثالث من الكتاب الحديث عن علاقة كل منهما بحزب البعث، وكيف منحهما هذا الحزب ثقته وأوكل إليهما هذين المنصبين الخطيرين على الرغم من كونهما ليسا من قيادات الحزب المتقدمة. بعد ذلك يتجه الكتاب إلى تعريف القارئ برجال المواجهة التي حدثت من كلي الطرفان، رجال نظام الحكم الذي كان قائما ورجال حزب البعث الذين خططوا ونفذوا الحركة الانقلابية، بالإضافة إلى الرجال الآخرين من خارج الحزب الذي طرأوا على الحركة بعد وقوعها ثم أصبحوا أدوات فاعلة في نجاحها. يمضي الكتاب بعد ذلك في فصوله الأولية برواية مراحل الإعداد والتخطيط لحركة 8 شباط والأحداث التمهيدية التي جرت بالبلد والتي كانت من الأسباب المباشرة لوقوع تلك الحركة مثل اندلاع إضراب الطلبة وتسرب بعض معلومات وأسرار الحركة لأسماع السلطة مما دفع إلى الإسراع في تنفيذها.
بعد هذه المقدمات يتوغل كتاب يوم الجمعة العصيب في فصوله برواية وقائع حركة 8 شباط 1963 الانقلابية بالتفصيل وكما وقعت دقيقة بدقيقة ابتداء من سرد أحداث اليوم الذي سبق وقوع الحركة وتحركات الزعيم عبد الكريم قاسم المختلفة بالليلة التي وقعت الحركة بفجرها. يتطرق الكتاب بعدها إلى رواية سلسلة الأحداث التي بدأ وقوعها بالتتابع من الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة الموافق 8 شباط بطريقة روائية معززة بالصور تقرب إلى ذهنية القارئ استيعاب ما حدث وفهم كيف كان هذا التسلسل المعد بدقة مسبقا والذي بدأ باغتيال زعيم الجو جلال الأوقاتي قائد القوة الجوية العراقية ثم بدأ الغارات الجوية على مقر وزارة الدفاع واحتلال محطة الإرسال الإذاعي في أبو غريب من الصفحات التي ساعدت بنجاح الحركة. لم ينس الكتاب أبدا المرور على سلسلة الأخطاء التي ارتكبها الزعيم عبد الكريم قاسم ومعاونوه والتي أدت إلى إطباق الحصار عليهم في مقر وزارة الدفاع، ليتجه بعدها إلى سرد سلسلة العمليات العسكرية التي قامت بها وحدات عديدة قدمت من شتى الأنحاء للهجوم على الوزارة والقضاء على أنواع المقاومة التي أبدتها القوات الموالية للزعيم الموجودة بداخلها. استمرت معركة وزارة الدفاع طوال ما يقارب من ثلاثين ساعة عصيبة على المهاجمين بقدر ما هي عصيبة على المدافعين، وقد قام الكتاب بقدر ما هو ممكن بسرد تفاصيل المعارك الدموية التي جرت للقارئ بطريقة تجعله يعيش أجواءها بكل دقة إلى درجة يشم بها حتى رائحة البارود المنبعث من الأسلحة المستعملة، ويستشعر حتى بسحابات الغبار التي تسقط على المعدات والملابس، لتنتهي بعدها تلك المعارك باستسلام الزعيم قاسم مع أربعة من معاونيه وأخذهم من قاعة الشعب إلى دار الإذاعة والتلفزيون بالصالحية على متن مدرعتين عسكريتين.
وبدار الإذاعة ينتقل الكتاب إلى سرد وقائع درامية لما جرى طوال النصف الساعة التي قضاها الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه أحياء فيها، والتي تناوب بها قادة الحركة الانقلابية في استنطاق الزعيم وتوجيه أنواع الاتهامات والسباب والشتائم إليه، لتنتهي المسرحية بسرعة فائقة بإصدار قرار عن المجلس الوطني لقيادة الثورة بإعدام الزعيم قاسم وصحبه في غرفة الآلات الموسيقية والذي نفذه بحقهم برشاشته الزعيم الركن عبد الغني الراوي وثلاثة ضباط آخرين. الفصل الأخير من الرواية يتضمن ملابسات عملية دفن جثة الزعيم عبد الكريم قاسم وجثث الرجال الذي يمثلون أركان نظامه في منطقة المعامل على طريق بعقوبة القديم، وكيف قام أهالي المنطقة باستخراج جثة الزعيم مما دفع بقوات من الجيش إلى مداهمة المكان وسحب جثة الزعيم قاسم ومن ثم رميها ليلا في نهر ديالى لتغيب بأعماقه إلى الأبد جثة رجل أحبه فقراء العراق واعتبروه المخلص الذي أرسلته السماء لإنقاذهم من الجوع والفقر والفاقة التي عانوا منها لعقود، إن لم يكن لمئات السنين.
يتميز كتاب يوم الجمعة العصيب عن سابقه كتاب يوم الصخب العظيم بأن الكاتب أدخل بين سطوره بعض ما يتذكره هو شخصيا عن تلك الفترة وعن حركة 8 شباط 1963 بطريقة لا تمس بأحداثها ولا بوقائعها. كما أضاف الكاتب إلى فصول الرواية صورا فوتوغرافية قام بإعدادها بنفسه لأجل تقريب صورة الأحداث أمام القارئ وجعله يعيش أجواءها وكأنه موجود بين أبطالها يسمع بإذنه ما يقولونه ويرى بعينيه ما يقومون به بشكل يتطابق تماما مع وقائع الأحداث بعيدا عن أي تحريف أو تزوير، وقد بين الكاتب في مقدمة الكتاب هذه الحقيقة بشكل صريح حتى لا يلتبس القارئ ويظن بأن تلك الصور مأخوذة بكاميرات حقيقية. كما وضع الكاتب في نهاية الكتاب جدولا بأهم المصادر التي اعتمدها في تأليف الكتاب بما في ذلك المقابلات الحية مع أشخاص يحملون بعض الذكريات الحية عن حركة 8 شباط وعن شخوصها. بلغت صفحات كتاب يوم الجمعة العصيب (512) صفحة، وقد قامت بطبعه مكتبة النهضة العربية الواقع في بداية شارع السعدون، وهي التي تولت أمر توزيعه داخل وخارج العراق، ويمكن الحصول عليه منها بشكل مباشر أو من خلال خدمة التوصيل. يأمل الكاتب بأن يكون الكتاب قد حقق غرضه ككتاب روائي يوثق حدث تاريخي مهم شكل انعطافة كبيرة في تاريخ العراق الحديث، وأن يكون وجود هذا الكتاب برفوف المكتبة العربية إضافة نوعية جديدة ذات فائدة للقارئ العربي بصورة عامة والعراقي بصورة خاصة، والله الموفق.
الدكتور وسام الشالجي