اخر المواضيع في المدونة

السبت، 1 أكتوبر 2016

مشكلة تغير المناخ تصل الى نقطة اللاعودة

تجاوز نسبة تركيز غاز CO2 في الجو حاجز الـ 400 ppm

تخطت نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو لاول مرة حاجز الـ 400 جزء بالمليون (ppm) . فكما يلاحظ في الصورة المرفقة التي تبين نسبة غاز CO2 في الغلاف الجوي كل عام والتي دأب معهد سكريبس لعلوم المحيطات في هاواي على قياسها منذ العام 1957 حتى الان فان هناك اتجاها تصاعديا كبيرا في تلك القياسات . ومع اننا في نقطة منخفضة في الدورة السنوية لتركيز هذا الغاز والتي تحصل فقط في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام , فوفقا لآخر قياس المبين في تلك اللوحة فأن نسبة غاز CO2  في الغلاف الجوي وصلت الى 401 جزءا في المليون , وهي المرة الأولى في التاريخ الذي تسجل فيه قراءة تتجاوز 400 جزء في المليون.  ان هذا يعني ببساطة ان نسبة هذا الغاز عام 2016 هي أعلى بحوالي 25٪ من ذروته عام 1958 – والتي كانت اقل قليلا عن 320 جزء في المليون .



ويشير معهد سكريبس للعلوم ، بانه صادف ان حدثت خلال المدة الماضية التي دأب فيها المعهد على تسجيل تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون ان كانت قراءات التركيز في اكتوبر (تشرين الاول) في بعض السنين أقل قليلا من قراءات سبتمبر (أيلول) عند نفس العام , لكنها لم تصل قط ولو لمرة واحدة بان كان التركيز اقل بمقدار جزء كامل في المليون وانما كانت دائما باجزاء اصغر ، لذلك فمن غير المرجح أننا سنرى قراءة تحت 400 جزء في المليون لتركيز هذا الغاز لا هذا العام ولا في اي عام في المستقبل ابدا .

وبالنظر إلى الاتجاه التصاعدي المستمر في تركيز غاز  CO2 في الغلاف الجوي ، وعدم توقع هبوط هذه النسبة الى تحت 400 جزء في المليون في المستقبل المنظور فان من المنتظر ان يتجه مناخ كوكب الارض نحو السخونة بشكل اضطرادي مستمر . وكان آخر مرة وصل فيها تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي فوق 400 جزء في المليون قبل 15 مليون سنة , وكان العالم في وقتها ادفأ بمقدار  2-5  درجات مئوية من الان ، وكان مستوى سطح البحر بوقتها اعلى من مستواه حاليا بمقدار 30 – 40 مترا وفقا لبحث نشر في مجلة ساينس العلمية . وتشير تلك الدراسة بان الوصول التركيز الى هذه النسبة يعتبر حدا فاصلا , اذ لا يمكن بعدها اعادة النسبة الى الوراء مهما بذلت الجهود بسبب دورة حياة جزيئة غاز ثاني اوكسيد الكربون بالطبيعة والتي يتجاوز نصف عمرها حوالي 250 سنة . ان كل المؤتمرات العلمية التي عقدت بالماضي حول تغيرات المناخ واثاره على الحياة في الكرة الارضية قد حذرت من مغبة الوصول الى هذه النسبة , لكن عدم استجابة الدول الصناعية الكبرى وبمقدمتها الصين والولايات المتحدة والهند لدعوات تخفيض الانبعاثات وجشع الشركات الرأسمالية ورغبتها المستمرة في زيادة ارباحها حالت دون تحقيق اي نتيجة مجدية .
لم يبقى الان سوى انتظار نتائج ارتفاع درجة حرارة الجو في الكرة الارضية والتي ستؤدي في اواخر هذا القرن بان تصبح مناطق واسعة من العالم لا يطاق العيش فيها بفصل الصيف , ويقع بمقدمة هذه المناطق منطقة الشرق الاوسط والجزيرة العربية . كما سيؤدي هذا ايضا الى انحسار كبير في الموارد المائية وجفاف شديد مما سيؤدي الى انقراض عدد كبير من الكائنات الحية التي تعيش على وجه البسيطة .


وسام الشالجي
1 اكتوبر (تشرين اول)
 2016-10-01