دأبت كلية العلوم على اقامة مهرجانها السنوي في نيسان من كل عام ضمن احتفالات
البلد بأعياد الربيع , وقد كانت تلك المهرجانات مناسبة بديعة لاظهار جمالية الكلية
وابداعات طلبتها . وفي المهرجان من كل سنة ترتدي الكلية حلة جميلة وثوبا زاهيا مطرزا
بالزهور والزينة واللافتات التي يدعوا فيها طلبة الاقسام المختلفة الزائرين لكي يطلعوا
على نشاطاتهم وفعالياتهم . وفي المهرجات تفتح اغلب المختبرات والورش بعد ان تزين وتزوق
لكي تلفت الانتباه , خصوصا تلك التي يوجد فيها امكانية لامتاع الزائرين وكسب اهتمامهم
. ويقضي الطلبة ايام عدة قبل المهرجان في تزيين ممرات اقسامهم والمختبرات والورش ووضع
البوسترات ورسم الصور التي ترشد الزائر وتوجهه نحو مكان معين تنظم فيه فعالية معينة
. وطبعا تصبح اقسام الكلية المختلفة في حالة منافسة شديدة وتتسابق في عرض امكانياتها
لكسب اعجاب ورضا الزائرين . ومن بين الفعاليات التي كانت تقام القهوة الكيمياوية واذاعة
الكلية وغيرها . كما يشهد المهرجان اقامة مباريات مختلفة خصوصا بلعبة كرة السلة حيث
يتوج احد الاقسام كبطل للكلية خلال تلك المناسبة . وقد تقام العاب يشارك بها اساتذة
الكلية كنوع من المشاركة في فعاليات المهرجان .
وليس هناك من حاجة الى القول بان العنصر الرئيسي الذي يقوم بالاعداد للمهرجان
هم الطلبة , وبالذات طلبة الصفوف المتقدمة يساعدهم في ذلك المعيدين ومسؤولي الورش والمختبرات
. وقد يشارك بعض اساتذة الكلية , خصوصا الشباب منهم الطلاب في الاعداد لتلك المهرجاتات
وابتكار الفعاليات . ولا تبخل عمادة الكلية او الاتحاد الوطني فيها من رصد الاموال
وتهيئة اللوازم والقرطاسية التي يتطلبها اقامة المهرجان وبذل كل الجهود لانجاحه . وعادة ما ينتهي المهرجان باقامة حفلة كبرى في
قاعة الجامعة المستنصرية تعتبر حفلة وداعية لطلبة الصفوف المنتهية .
واذكر حادثة جميلة حصلت لي مع بعض الزملاء في مهرجان الكلية وانا بالصف الثالث
, حيث دأبنا على البقاء بالكلية قبل المهرجان لعدة ايام حتى ساعة متأخرة قد تصل في
بعض الاحيان الى الثانية عشرة مساءا لكي نقوم بالتزيين والترتيب والتهيئة . وفي ليلة
المهرجان قفص الزميل فلاح الشماع من احد المختبرات شيشة (ابسليوت) وخرج بها الى الساحة
الخلفية واخذ يدعو الموجودين لمشاركته في حفلته , فما كان منا غير ان نهرع نحوه ونحن
نحمل معنا زجاجات السينالكو لنطعمها بالابسليوت ثم نعود بها الى الاماكن التي نعمل
بها . ويبدوا باننا طوخنا قليلا دون ان نشعر , وحين عدنا الى منازلنا بتلك الليلة كانت
رؤوسنا قد انسطرت ورحنا بنوم عميق لم نفق بعده الا بساعة متأخرة من الظهيرة . وحين
افقنا وذهبنا الى الكلية كان معظم النهار قد مضى ولم نحظى من المهرجان الذي سهرنا ليالي
بالاعداد له الا بوقت قليل .
كما يستغل بعض الطلبة مناسبة مهرجان الكلية لمصارحة من يحبون , وهذا ما فعلته
انا بمهرجان الكلية عام 1973 حين كنت بالصف الرابع . فقد استغليت تلك المناسبة للتحدث
مع الطالبة التي احبها والتي كنت انظر اليها لفترة طويلة قبلها . وفي مهرجان ذلك العام
كانت هي تقوم في احد مختبرات البايولوجي بفحص فصيلة الدم لمن يرغب من الزائرين , فما
كان مني غير ان استغل هذه الفرصة لان اتقدم اليها لفحص فصيلة دمي واستغل المناسبة للحديث
معها . طبعا هي كانت شاعرة بي قبل ذلك بفترة وراغبة بان اتحدث اليها . وحين تقدمت اليها
وطلبت منها قحص دمي أخذت اصبعي وشكتني شكة قوية وكأن لسان حالها يقول لي " بعد وكت؟ ... اين كنت كل هذا المدة؟" . كانت تلك من اجمل المناسبات لانها
ادت الى أن اتحدث معها واتعرف عليها ليتبع ذلك مصارحتي لها بحبي لتصبح بعدها حبيبتي
ثم زوجتي منذ ذلك الوقت . نحمد الله ان انعم علينا بايام جميلة كانت بحق من اجمل ايام
حياتنا .
وسام الشالجي
21 تموز (يوليو) 2015
وسام الشالجي
21 تموز (يوليو) 2015