اخر المواضيع في المدونة

الخميس، 23 يوليو 2015

خواطر من الوجدان - مهرجانات الكلية

دأبت كلية العلوم على اقامة مهرجانها السنوي في نيسان من كل عام ضمن احتفالات البلد بأعياد الربيع , وقد كانت تلك المهرجانات مناسبة بديعة لاظهار جمالية الكلية وابداعات طلبتها . وفي المهرجان من كل سنة ترتدي الكلية حلة جميلة وثوبا زاهيا مطرزا بالزهور والزينة واللافتات التي يدعوا فيها طلبة الاقسام المختلفة الزائرين لكي يطلعوا على نشاطاتهم وفعالياتهم . وفي المهرجات تفتح اغلب المختبرات والورش بعد ان تزين وتزوق لكي تلفت الانتباه , خصوصا تلك التي يوجد فيها امكانية لامتاع الزائرين وكسب اهتمامهم . ويقضي الطلبة ايام عدة قبل المهرجان في تزيين ممرات اقسامهم والمختبرات والورش ووضع البوسترات ورسم الصور التي ترشد الزائر وتوجهه نحو مكان معين تنظم فيه فعالية معينة . وطبعا تصبح اقسام الكلية المختلفة في حالة منافسة شديدة وتتسابق في عرض امكانياتها لكسب اعجاب ورضا الزائرين . ومن بين الفعاليات التي كانت تقام القهوة الكيمياوية واذاعة الكلية وغيرها . كما يشهد المهرجان اقامة مباريات مختلفة خصوصا بلعبة كرة السلة حيث يتوج احد الاقسام كبطل للكلية خلال تلك المناسبة . وقد تقام العاب يشارك بها اساتذة الكلية كنوع من المشاركة في فعاليات المهرجان .  وليس هناك من حاجة الى القول بان العنصر الرئيسي الذي يقوم بالاعداد للمهرجان هم الطلبة , وبالذات طلبة الصفوف المتقدمة يساعدهم في ذلك المعيدين ومسؤولي الورش والمختبرات . وقد يشارك بعض اساتذة الكلية , خصوصا الشباب منهم الطلاب في الاعداد لتلك المهرجاتات وابتكار الفعاليات . ولا تبخل عمادة الكلية او الاتحاد الوطني فيها من رصد الاموال وتهيئة اللوازم والقرطاسية التي يتطلبها اقامة المهرجان وبذل كل الجهود لانجاحه  . وعادة ما ينتهي المهرجان باقامة حفلة كبرى في قاعة الجامعة المستنصرية تعتبر حفلة وداعية لطلبة الصفوف المنتهية .
واذكر حادثة جميلة حصلت لي مع بعض الزملاء في مهرجان الكلية وانا بالصف الثالث , حيث دأبنا على البقاء بالكلية قبل المهرجان لعدة ايام حتى ساعة متأخرة قد تصل في بعض الاحيان الى الثانية عشرة مساءا لكي نقوم بالتزيين والترتيب والتهيئة . وفي ليلة المهرجان قفص الزميل فلاح الشماع من احد المختبرات شيشة (ابسليوت) وخرج بها الى الساحة الخلفية واخذ يدعو الموجودين لمشاركته في حفلته , فما كان منا غير ان نهرع نحوه ونحن نحمل معنا زجاجات السينالكو لنطعمها بالابسليوت ثم نعود بها الى الاماكن التي نعمل بها . ويبدوا باننا طوخنا قليلا دون ان نشعر , وحين عدنا الى منازلنا بتلك الليلة كانت رؤوسنا قد انسطرت ورحنا بنوم عميق لم نفق بعده الا بساعة متأخرة من الظهيرة . وحين افقنا وذهبنا الى الكلية كان معظم النهار قد مضى ولم نحظى من المهرجان الذي سهرنا ليالي بالاعداد له الا بوقت قليل . 
كما يستغل بعض الطلبة مناسبة مهرجان الكلية لمصارحة من يحبون , وهذا ما فعلته انا بمهرجان الكلية عام 1973 حين كنت بالصف الرابع . فقد استغليت تلك المناسبة للتحدث مع الطالبة التي احبها والتي كنت انظر اليها لفترة طويلة قبلها . وفي مهرجان ذلك العام كانت هي تقوم في احد مختبرات البايولوجي بفحص فصيلة الدم لمن يرغب من الزائرين , فما كان مني غير ان استغل هذه الفرصة لان اتقدم اليها لفحص فصيلة دمي واستغل المناسبة للحديث معها . طبعا هي كانت شاعرة بي قبل ذلك بفترة وراغبة بان اتحدث اليها . وحين تقدمت اليها وطلبت منها قحص دمي أخذت اصبعي وشكتني شكة قوية وكأن لسان حالها يقول لي " بعد وكت؟ ... اين كنت كل هذا المدة؟" . كانت تلك من اجمل المناسبات لانها ادت الى أن اتحدث معها واتعرف عليها ليتبع ذلك مصارحتي لها بحبي لتصبح بعدها حبيبتي ثم زوجتي منذ ذلك الوقت . نحمد الله ان انعم علينا بايام جميلة كانت بحق من اجمل ايام حياتنا .









وسام الشالجي
21 تموز (يوليو) 2015