اخر المواضيع في المدونة

الثلاثاء، 6 مايو 2014

هل كان أسماعيل ياسين ممثل كوميدي فعلا ؟

 

منذ فترة طويلة وهناك موضوع يراودني واحب ان اكتب عنه لانه شغلني فعلا منذ ان بدأت اشاهد الافلام العربية في بداية حياتي , وهو تساؤلي مع نفسي (هل كان أسماعيل ياسين ممثل كوميدي فعلا ؟) , وقد قررت اليوم ان اكتب عنه فعلا .

إسماعيل ياسين ممثل ومونولوجست مصري شهير مولود في 15 سبتمبر 1912 ومتوفي في 24 مايو 1972 . وقد ظهر اسماعيل ياسين على الساحة الفنية كمغني ثم كممثل منذ ثلاثينات القرن الماضي . وفى عام 1939 دخل للسينما لاول مرة عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم (خلف الحبايب). قدم اسماعيل ياسين  اكثر من 166 فلم في حياته لعب في بداياتها الدور الثاني , ثم ما لبث وان وصل الى ادوار البطولة . واستطاع اسماعيل ياسين بسرعة أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير ، وكانت أعوام 52 و 53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد ، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر . وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال ، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت ، لكنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير مستغلا شكله المضحك وكبر فمـه حيث كان يظهرهما بشكل ساخر . وقد استطاع اسماعيل ياسين أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا يسن كبار النجوم ، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح بطلا لسلسلة من الافلام تقترن باسمه ليصير بذلك الممثل المصري الوحيد الذي وصل الى هذه المرتبة . كما حقق ياسين نجاحات كبيرة على مستوى الثنائيات , فقد مثل مع رياض القصبجى ، زينات صدقى ، حسن فايق ، عبد الفتاح القصرى ، عبد السلام النابلسي , شكوكو , كما مثل كثيرا مع شادية . ورغم هذا النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين ، خصوصاً فترة الخمسينيات ، لكن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته , فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل ياسين تدريجيا , فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد اصبح لا يقدم غير فلم او فلمين بالسنة . قدم فلمين فقط هما (زوج بالإيجار) و(الترجمان) وفي العام الذي يليه قدم (ملك البترول) و(الفرسان الثلاثة) و(انسى الدنيا) ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فلمين هما (المجانين في نعيم) و(العقل والمال) . وفي 24 مايو 1972 توفي هذا الفنان إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف . ويسمى اسماعيل ياسين (بالمضحك الحزين) فرغم أن أكثر افلامه الكوميديه والمضحكه إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر ايام عمره .

بعد هذه النبذة القصيرة عن حياة هذا الفنان الكبير سأجيب عن تساؤلي الذي كونته في نفسي من مشاهدة معظم افلام الفنان أسماعيل ياسين وابين وجهة نظري بفنه بشكل عام , من غير ان اشكك في كونه فنانا كبيرا لسعة وغزارة تاريخه الفني . اذا اعتبرنا بان اسماعيل ياسين كان مغني اصلا ومونولوجست فانا اقدر فيه موهبة الغناء المونولوجي كثيرا واعتبر جميع مونولوجاته واستعراضاته واوبريتاته ناجحة جدا على مستوى الفترة التي ظهر فيها . اما اذا اخذنا فنه الكوميدي على حدة ودرسنا أدائه فانا شخصيا لا اجد اسماعيل ياسين فنانا كوميديا ولا مضحكا , ولم اضحك قط على اي دور او مقطع كوميدي مثله , واقصى ما ظهر علي هو الابتسام فقط  . كما اني حتى استغرب كيف وصلت شهرته كممثل كوميدي الى مصاف الدرجة الاولى في مصر وفي غيرها من اقطار الوطن العربي . انا في الواقع لا ارى فيه ككوميديان غير مهرج يؤدي حركات هزيلة متصنعة يكررها نفسها باستمرار في كل دور يؤديه , كما يفعل كل مرة حين يهز رأسه مطلقا في ذات الوقت اصواتا من فمه . ولو ظهر اسماعيل ياسين في عصرنا هذا كممثل كوميدي لطرد من ساحات الاختبار مع اول أداء له . وحتى لو اجتاز الاختبارات واخذ يمثل فعلا وظهرت له افلام لأصبح مدار سخرية وتندر الناس ولفشلت كل الافلام التي يمثلها دون استثناء .

أما عن سبب شهرة اسماعيل ياسين واقبال الناس على مشاهدة افلامه ونجاحه المنقطع النظير في وقته فاني افسر هذا في بساطة جمهور السينما في ذلك الزمن وحداثة عصر الانتاج السينمائي , حيث كان مجرد الدخول الى قاعة سينما ومشاهدة فلم ما يعتبر بحد ذاته متعة كبيرة وأمر يثير السعادة في النفس . لذلك نجح اسماعيل ياسين , وكان يمكن لاي شخص مماثل ان ينجح في ظل تلك الاجواء . 

 ليست بالضرورة ان تكون وجهة نظري هذه عامة وان يحملها الاخرين عن الفنان أسماعيل ياسين , لكنه رأي على وجه الخصوص وانا احترم في ذات الوقت كل رأي مخالف له .