اخر المواضيع في المدونة

الاثنين، 28 أبريل 2014

الانترنت ومدى أهميته في حياتنا




يفكر الكثير من الاصدقاء بين أونة واخرى في ترك الانترنت ومواقعه المختلفة وهجرتها لسبب اولأخر . وبعيدا عن الاسباب الشخصية , مثل الاسباب المرضية او الاجتماعية فان اول واكبر سبب يدور بالذهن وراء اتخاذ مثل هذه القرارات هو ان الانترنت ومواقعه هي مواقع مجانية وسهلة لجمع المعلومات عن لاشخاص . اقول لمن يفكر بهذا بان هذا الامر صحيح مئة بالمئة , لكن دعونا مع وجود هذه الحقيقة نفكر جديا في ما يمكن ان نخشاه او لا نحب ان يعرف عنا . هناك مثل عراقي يقول (حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف) . فاذا كان اي واحد فينا ليس حرامي ولا يخبيء عنز تحت أبطه , وليس هناك سرا في حياته يريد ان يخفيه عن اصحاب الأمر , فلماذا اذن نخشى من الانترنت أو مواقعه طالما لم يكن هناك ما نخشاه ان ينكشف او يعرف .

اقول بصراحة باني كثيرا ما فكرت بهجرة بعض مواقع الانترنت , وبالذات مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك , لكني حين امعن بالتفكير اجد نفسي على خطأ كبير . ان الانترنت اصبح اكبر حقيقة في حياتنا ان لم يكن قد اصبح كل وجودنا . تعالوا وتصوروا معي كيف كان حالنا قبل ان يدخل في حياتنا الانترنت . فبالرغم من كل تحصيلنا وكل علمنا واعمالنا وخبرتنا كنا قبله لاشيء . لقد حقق الانترنت لنا الكثير مما يعجز المرء عن عده ووصفه . هل كنا نستطيع ان نكتب مقال لكي يقرأه بعد قليل المئات ان لم يكن الالوف من الاشخاص ؟ هل كنا نستطيع ان ننجز بحثا او دراسة مفيدة دون ان نواجه مشقة هائلة وتعب مضني ؟ هل كنا نستطيع ان نطلع على الاف الكتب ونحن لم ندفع حتى فلسا واحدا ؟ هل كنا نستطيع ان نشاهد مئات الافلام والفيديوات ونحن جالسين في غرفنا ؟ هل كان بالامكان ان يكون بحوزتنا الاف الاغاني المسجلة ونحن لم ندفع حتى ثمن كاسيت تسجيل واحد او سعر (سي دي) ؟ هل كان بالامكان ان نرى كل هذه الصور ونزور كل بلدان العالم ونطلع على كل عجائبها وغرائبها ونحن لم نغادر بيوتنا ؟ هل كان يمكن ان نلتقي باصدقاء فارقناهم منذ عشرات السنين وتفرقوا بين الامم والدول دون ان نقطع مترا واحدا ؟ هل كان بالامكان ان نتحدث من خلال الانترنت بالصوت والصورة مع اكثر من شخص في أن واحد ونحن موجودين في دول متفرقة ومتباعدة ؟ هل كان بالامكان ان نتلقى الدروس مباشرة ونشاهد من يعلمنا ويدربنا عن اي شيء او موضوع يخطر على ذهننا ونحن متمددين على اسرتنا ؟ هل كان بالامكان ان نبيع ونشترى أي شيء ومن اي مكان في العالم وندفع اثمانها ونحن جالسين امام حواسيبنا ؟ هل كان بالامكان ان نشاهد ونسمع عن كل ما يحدث في اي مكان بالعالم بعد ثواني قليلة من حدوثه ؟

هذا فقط شيء قليل من كم هائل من الفوائد والميزات التي حققها لنا الأنترنت . واخيرا وليس أخرا , وفيما يلي اكبر حقيقة حققها لنا الانترنت . دعوني اسأل نفسي ويمكنكم ان تفعلوا مثل هذا معي , من كان يعرفنا قبل الانترنت ؟ ليس سوى بعض قليل من اقربائنا واصدقائنا . انظروا كيف وبعد عدة سنوانت من نشاطنا على الانترنت ومواقعه اصبحت اسمائنا منتشرة في عشرات المواقع وتتصدر العديد من المتصفحات . ان من يقاطع الانترنت ومواقعه سيقاطع الدنيا وسيهجر العالم وسيغيب في زوايا النسيان , لان الانترنت ومواقعه الحالية او تلك التي ستظهر بالمستقبل هي عالم الغد الذي سيعيش فيه الانسان . ان الحياة تحب عالم الغد وتحتضن من يعيش لاجل الغد , بينما تكره عالم الامس ولا تريد من يحبس نفسه فيه ان يبقى على قيدها . لذلك علينا ان نتفاعل مع هذه الحقيقة ونسجل حضورنا بقوة في عالم الانترنت , وان يكون لنا وجود في كل مواقعه . وحتى اذا كنا كبارا وقليلي المعلومات وضعيفي الخبرة في التواصل مع التكنولوجيا الحديثة فيجب ان نتعلم ونواضب على ادراك العجلة السائرة بقوة واندفاع منطلقة الى الامام . قال جبران خليل جبران في رائعته الكبرى (النبي) "من منكم يود ان يكون قصبة خرساء بينما كل ما حولها يترنم بانغام جميلة متألفة" . كلا , يجب ان لا نكون قصبات خرساء , بل يجب ان نحاول جهدنا في ان نصدر صوتا مسموعا يمكن ان يلفت اليه الانتباه ونسجل من خلاله حضورنا الثابت والقوي على قيد الحياة .


وسام الشالجي