يحكى
ان الاسد - ملك الغابة كان يتمشى يوما ورأى في طريقه فأر صغير . وبحركة
رشيقة وماهرة قبض على الفأر بيده وقربه من فمه ليلتهمه . وقبل ان يصل الفأر
الى فم الاسد وتمزقه انيابه وتطحنه اضراسه صاح بالاسد وقال له
- ايها الملك الجبار انتظر قليلا واسمعني . ما انا الا حيوان صغير ومسكين لن يسد لك رمقا ولن يطفيء فيك نار جوعا , فدعني وحالي فقد يأتي يوما وتحتاجني عندها سارد لك صنيعك معي بكل اخلاص
فقال له الاسد
- وبماذا يمكن ان يحتاج اسد كبير مثلي هو ملك للحيوانات جميعا لحيوان صغير وحقير مثلك
فقال له الفأر
- ما تدري فقد تحتاج لي يوما في شيء او بموقف لا يخطر على بالك ابدا
فكر الاسد قليلا ونظر في حاله فوجد نفسه غير جائع بشدة كما ان هذا الفأر الصغير لن يشبعه في كل الاحوال حتى لو كان جائعا فقرر تركه وشأنه وقال له
- حسنا ايها الفأر الصغير امضي بسبيلك , ليس لاني قد احتاج لك في يوم من الايام كما قلت , بل لاني في الواقع لست جائعا بشدة كما ان فأر صغير مثلك لن يسد حاجتي ان جعت .
اطلق الاسد الفأر الذي فرح بشدة وقال للاسد
- لن انسى لك هذا الفضل ما حييت وسارده لك في يوم من الايام
مضت الاسابيع والشهور حتى حل موسم الصيد , وحضر الصيادون الى الغابة ونصبوا الشباك والافخاخ وحفروا الحفر في كل مكان وغطوها باغصان الاشجار طمعا بصيد ثمين يعودون به الى المدينة . وبينما كان الاسد يتجول بالغابة اذا به يقع في احدى الحفر التي حفرها الصيادون وتقع عليه وتلتف حوله شبكة متينة من الحبال نصبها الصيادون ايضا . شدت الشبكة الاسد من كل جانب حتى كادت ان تخنقه . حاول الاسد ان يفك حبال الشبكة بكل قواه مستخدما أسنانه متأملا ان يتخلص منها لكي يستطيع ان يثب من الحفرة وينجوا بنفسه . حاول مرات ومرات دون فائدة حتى خارت كل قواه واستسلم في الاخر للامر الواقع منتظرا ان يأتي الصيادين ويأخذوه او يقتلوه . حل الظلام والاسد بهذا الحال , وفجأة سمعة حشرجة واصوات قضم من خلفه . التفت الى المكان الذي يأتي منه الصوت فرأى فارا يقضم ويقرض الحبال الواحد تلو الاخر , وما هي الا برهة حتى فتح فتحة كبيرة في الشبكة تكفي لكي يخرج الاسد منها . خرج الاسد ووثب خارج الحفرة ثم نظر خلفه نحو ذلك الفأر الذي قال له
- ألم اقل لك بانك يمكن ان تحتاج لي في يوم من الايام بشيء لا يخطر على بالك ابدا . ها أنذا اليوم ارد لك جميل صنيعك معي , وها انت الان طليق بعد ان كدت ان تصبح صيدا وغنيمة للصيادين . اعلم ايها الملك الجبار بان الله سبحانه لا يخلق الاشياء عبثا وان له حكمة في كل شيء يخلقه مهما كان صغيرا او تافها , وانه يمكن ان
- ايها الملك الجبار انتظر قليلا واسمعني . ما انا الا حيوان صغير ومسكين لن يسد لك رمقا ولن يطفيء فيك نار جوعا , فدعني وحالي فقد يأتي يوما وتحتاجني عندها سارد لك صنيعك معي بكل اخلاص
فقال له الاسد
- وبماذا يمكن ان يحتاج اسد كبير مثلي هو ملك للحيوانات جميعا لحيوان صغير وحقير مثلك
فقال له الفأر
- ما تدري فقد تحتاج لي يوما في شيء او بموقف لا يخطر على بالك ابدا
فكر الاسد قليلا ونظر في حاله فوجد نفسه غير جائع بشدة كما ان هذا الفأر الصغير لن يشبعه في كل الاحوال حتى لو كان جائعا فقرر تركه وشأنه وقال له
- حسنا ايها الفأر الصغير امضي بسبيلك , ليس لاني قد احتاج لك في يوم من الايام كما قلت , بل لاني في الواقع لست جائعا بشدة كما ان فأر صغير مثلك لن يسد حاجتي ان جعت .
اطلق الاسد الفأر الذي فرح بشدة وقال للاسد
- لن انسى لك هذا الفضل ما حييت وسارده لك في يوم من الايام
مضت الاسابيع والشهور حتى حل موسم الصيد , وحضر الصيادون الى الغابة ونصبوا الشباك والافخاخ وحفروا الحفر في كل مكان وغطوها باغصان الاشجار طمعا بصيد ثمين يعودون به الى المدينة . وبينما كان الاسد يتجول بالغابة اذا به يقع في احدى الحفر التي حفرها الصيادون وتقع عليه وتلتف حوله شبكة متينة من الحبال نصبها الصيادون ايضا . شدت الشبكة الاسد من كل جانب حتى كادت ان تخنقه . حاول الاسد ان يفك حبال الشبكة بكل قواه مستخدما أسنانه متأملا ان يتخلص منها لكي يستطيع ان يثب من الحفرة وينجوا بنفسه . حاول مرات ومرات دون فائدة حتى خارت كل قواه واستسلم في الاخر للامر الواقع منتظرا ان يأتي الصيادين ويأخذوه او يقتلوه . حل الظلام والاسد بهذا الحال , وفجأة سمعة حشرجة واصوات قضم من خلفه . التفت الى المكان الذي يأتي منه الصوت فرأى فارا يقضم ويقرض الحبال الواحد تلو الاخر , وما هي الا برهة حتى فتح فتحة كبيرة في الشبكة تكفي لكي يخرج الاسد منها . خرج الاسد ووثب خارج الحفرة ثم نظر خلفه نحو ذلك الفأر الذي قال له
- ألم اقل لك بانك يمكن ان تحتاج لي في يوم من الايام بشيء لا يخطر على بالك ابدا . ها أنذا اليوم ارد لك جميل صنيعك معي , وها انت الان طليق بعد ان كدت ان تصبح صيدا وغنيمة للصيادين . اعلم ايها الملك الجبار بان الله سبحانه لا يخلق الاشياء عبثا وان له حكمة في كل شيء يخلقه مهما كان صغيرا او تافها , وانه يمكن ان
يضع سره في أضعف خلقه