اخر المواضيع في المدونة

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

قصص قصيرة ذات عبر - ارضاء الناس غاية لا تدرك

في احد الايام قال جحا لولده
- استعد يا ولدي فعلينا ان نذهب انا وانت الى سوق المدينة غدا لشراء بعض احتياجاتنا من هناك .
وفي الصباح الباكر توجه جحا هو وابنه الى المدينة مصطحبين معهم حمارهم ليساعدهم في حمل ما سيشترونه من هناك . وبينما كان الثلاثة سائرين في طريقهم مر بهم بعض الرجال وسمعهم جحا يقولون
- ما اغبى جحا وولده , لديهما حمار وهو دابة للركوب ولا يستفيد اي منهما في ركوبه بدلا من المشي في هذا الحر اللاهب
اقتنع جحا بكلام المارة فطلب من ولده ان يركب الحمار واخذ يسير بجانبه . وبعد برهة مر بهم مجموعة من الشبان والصبية فسمعهم جحا يقولون
- كم هذا الولد عاق بأبيه , يركب الحمار بينما يترك ابوه الشيخ الكبير يسير على قدميه . عندها توقف جحا وطلب من ولده ان يترجل عن الحمار وقام هو بركوبه بدلا منه ومضوا بطريقهم . وبينما هم سائرون مر بهم مجموعة من النساء وسمعهم جحا يتحدثن فيما بينهن قائلات
- ما اشد قسوة هذا الرجل , ينعم بركوب الحمار بينما ابنه الصغير المسكين يسير على قدميه في هذا الطريق الطويل
سمع جحا هذا الكلام فما كان منه غير ان يطلب من ولده ان يركب خلفه على الحمار ثم واصلوا الرحلة . وبينما هم ماضون في طريقهم مر بهم بضعة رجال اخرين فسمعهم جحا يقولون لبعضهم البعض
- يا لقسوة هذا الرجل وابنه , يركبان معا على ظهر هذا الحمار المسكين دون اي شعور بالرحمة . انظروا الى الحمار كم هو ضعيف وهزيل , انه ربما لا يستطيع ان يحمل حتى نفسه من شدة ضعفه . انهما حتما بلا قلب وبلا عطف
سمع جحا كلام هؤلاء الرجال وشعر بالخجل من هذا الحال فقال لولده
- هيا يا ولدي لننزل عن الحمار ولنحمله انا وانت على ظهرينا لانه كما يبدوا ضعيف وربما لن يستطيع الوصول الى المدينة
حمل جحا وابنه الحمار على ظهريهما وانطلقوا سائرين الى غايتهم . وبينما هم سائرون على هذا الحال صادفهم بعض الرجال المارين في طريقهم . وحين رأوا جحا وابنه يحملان الحمار على ظهريهما ضحكوا وقالوا
- لم نرى بحياتنا اغبى من هذا الرجل وولده , يحملان الحمار على ظهريهما بينما يفترض بان الحمار هو الذي يحملهما لا ان يحملاه
انزل جحا وولده الحمار من ظهريهما , ثم قال الرجل لولده
- هيا يا بني , لنمضي في طريقنا كما بدأناه ولا تلتفت الى سماع أحد ممن يمر بنا لانه وكما يبدوا فأن

ارضاء الناس غاية لا تدرك