كان في مدينة البصرة صديقان حميمان احدهما تاجر والاخر مزارع . وفي احد الايام ذهب التاجر الى صديقه المزارع وقال له
- انا مسافر برحلة تجارة الى الهند يا صديقي ومحتاج الى مبلغ من المال اضعه فوق ما لدي من مال لاشتري به البضائع التي اريد شرائها
فقال المزارع لصديقه
- انا لا املك الا مبلغ من المال ادخرته خلال الموسم الماضي لكي ادفعه بعد شهرين لقاء أستئجار المزرعة التي ازرعها والبيت الذي اقطنه
- ان رحلتي لن تستغرق الا شهر واحد وسارد اليك حتما المبلغ لكي تدفعه في موعد استحقاقه
- لكن اذا لم ادفع المبلغ في موعده يا عزيزي سيتم طردي من بيتي ومزرعتي وسنصبح انا وعيالي في الشارع
- لاتقلق يا صديقي واعدك بان يكون المبلغ معك قبل الموعد المقرر بوقت طويل
سافر التاجر برحلته الى الهند واشترى كافة البضائع التي يريدها ثم بدأ برحلة العودة . وفي كل ميناء كان يرسوا فيه كان يبيع جزء من البضائع التي اشتراها وربح من جراء ذلك ربحا كبيرا . وبعد نزوله في احد الموانيء الواقعة في الطريق هبت عواصف عظيمة جعلت من غير الممكن على السفينة ان تبحر مرة اخرى عائدة الى البصرة . تأخرت رحلة العودة طويلا مما جعل التاجر يقلق في كونه سيخل بوعده لصديقة ولن يستطيع ان يعيد اليه المال في الموعد المقرر . وفي احد الايام فكر التاجر بطريقة اعتقد بانها يمكن تنقذ صاحبه من الورطة التي وقع فيها . فقد قام التاجر بوضع المبلغ الذي استدانه من صديقه في زجاجة وارفقه برسالة يعتذر فيها عن التأخر الذي اصاب رحلته ثم اغلق الزجاجة باحكام ورماها في البحر . وفي البصرة كان المزارع يزداد قلقا كلما اقترب موعد تسديد الايجار بسبب تأخر صديقه عن العودة . وفي احد الايام ذهب الى ساحل البحر ليرى فيما اذا كان هناك من أمل في عودة سفينة صاحبه لكن لم يكن هناك شيء يلوح بالافق . جلس على شاطيء البحر وهو حزين وقلق , وفجأة رأى الامواج تقذف اليه بزجاجة لاحظ بانها تحمل شيئا في داخلها . فتح المزارع الزجاجة فاذا به يجد فيها المبلغ الذي استدانه منه صاحبه مع رسالة يعتذر فيها عن تأخره بالعودة وسداد الدين . طار المزارع من الفرح وعاد الى اهله سعيدا وقام بتسديد الايجار في موعده كما كان مقررا .
وبعد فترة تحسن الطقس واستأنف التاجر رحلته عائدا الى البصرة ووصلها بعد عدة أيام , وقبل ان يذهب الى بيته هرع الى صديقه وقدم له المبلغ الذي استدانه وقال له
- انا شديد الاسف يا صديقي العزيز فقد حالت ظروف المناخ من عودتي سريعا اليك , وها هو المبلغ الذي استدنته منك عسى ان تستطيع ان تسدد به الان أيجارك ولو متأخرا بعض الشيء
- لكني استلمت المبلغ الذي استدنته مني يا صاحبي قبل موعد الايجار , وقد سددت أيجاري في موعده المقرر من غير تأخير
فما كان من التاجر غير ان يقص لصاحبه بما اشار عليه عقله على أمل بان يقوم بتسديد الدين قبل ان يحل موعد دفع الايجار , وكيف انه لم يكن واثقا البتة من امكانية وصول المبلغ اليه بتلك الطريقة لكنه حاول ذلك كأمل أخير , فقال له المزارع
- ان الله سهل عليك أمرك وأمري يا صديقي العزيز لما بيننا من أمانة واخلاص ومودة . لقد أمنت الان بأن الله تعالى لا يوقف او يقطع نية حسنة طالما كان من ورائها مخلصا في عملها .
- انا مسافر برحلة تجارة الى الهند يا صديقي ومحتاج الى مبلغ من المال اضعه فوق ما لدي من مال لاشتري به البضائع التي اريد شرائها
فقال المزارع لصديقه
- انا لا املك الا مبلغ من المال ادخرته خلال الموسم الماضي لكي ادفعه بعد شهرين لقاء أستئجار المزرعة التي ازرعها والبيت الذي اقطنه
- ان رحلتي لن تستغرق الا شهر واحد وسارد اليك حتما المبلغ لكي تدفعه في موعد استحقاقه
- لكن اذا لم ادفع المبلغ في موعده يا عزيزي سيتم طردي من بيتي ومزرعتي وسنصبح انا وعيالي في الشارع
- لاتقلق يا صديقي واعدك بان يكون المبلغ معك قبل الموعد المقرر بوقت طويل
سافر التاجر برحلته الى الهند واشترى كافة البضائع التي يريدها ثم بدأ برحلة العودة . وفي كل ميناء كان يرسوا فيه كان يبيع جزء من البضائع التي اشتراها وربح من جراء ذلك ربحا كبيرا . وبعد نزوله في احد الموانيء الواقعة في الطريق هبت عواصف عظيمة جعلت من غير الممكن على السفينة ان تبحر مرة اخرى عائدة الى البصرة . تأخرت رحلة العودة طويلا مما جعل التاجر يقلق في كونه سيخل بوعده لصديقة ولن يستطيع ان يعيد اليه المال في الموعد المقرر . وفي احد الايام فكر التاجر بطريقة اعتقد بانها يمكن تنقذ صاحبه من الورطة التي وقع فيها . فقد قام التاجر بوضع المبلغ الذي استدانه من صديقه في زجاجة وارفقه برسالة يعتذر فيها عن التأخر الذي اصاب رحلته ثم اغلق الزجاجة باحكام ورماها في البحر . وفي البصرة كان المزارع يزداد قلقا كلما اقترب موعد تسديد الايجار بسبب تأخر صديقه عن العودة . وفي احد الايام ذهب الى ساحل البحر ليرى فيما اذا كان هناك من أمل في عودة سفينة صاحبه لكن لم يكن هناك شيء يلوح بالافق . جلس على شاطيء البحر وهو حزين وقلق , وفجأة رأى الامواج تقذف اليه بزجاجة لاحظ بانها تحمل شيئا في داخلها . فتح المزارع الزجاجة فاذا به يجد فيها المبلغ الذي استدانه منه صاحبه مع رسالة يعتذر فيها عن تأخره بالعودة وسداد الدين . طار المزارع من الفرح وعاد الى اهله سعيدا وقام بتسديد الايجار في موعده كما كان مقررا .
وبعد فترة تحسن الطقس واستأنف التاجر رحلته عائدا الى البصرة ووصلها بعد عدة أيام , وقبل ان يذهب الى بيته هرع الى صديقه وقدم له المبلغ الذي استدانه وقال له
- انا شديد الاسف يا صديقي العزيز فقد حالت ظروف المناخ من عودتي سريعا اليك , وها هو المبلغ الذي استدنته منك عسى ان تستطيع ان تسدد به الان أيجارك ولو متأخرا بعض الشيء
- لكني استلمت المبلغ الذي استدنته مني يا صاحبي قبل موعد الايجار , وقد سددت أيجاري في موعده المقرر من غير تأخير
فما كان من التاجر غير ان يقص لصاحبه بما اشار عليه عقله على أمل بان يقوم بتسديد الدين قبل ان يحل موعد دفع الايجار , وكيف انه لم يكن واثقا البتة من امكانية وصول المبلغ اليه بتلك الطريقة لكنه حاول ذلك كأمل أخير , فقال له المزارع
- ان الله سهل عليك أمرك وأمري يا صديقي العزيز لما بيننا من أمانة واخلاص ومودة . لقد أمنت الان بأن الله تعالى لا يوقف او يقطع نية حسنة طالما كان من ورائها مخلصا في عملها .