اخر المواضيع في المدونة

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

قصص قصيرة ذات عبر - كثيرا ما يدفع الطمع المرء الى حتفه

يحكى ان احد المستوطنين البيض المهاجرين الى امريكا قد توطدت علاقته كثيرا باحدى قبائل الهنود الحمر الذين هم سكان امريكا الاصليين . فقد كان المستوطن يتاجر مع تلك القبيلة , اذ كان يبيعهم الملابس والطعام والاسلحة مقابل الجلود والتبغ وغيرها من الاشياء . وعرفانا لفضل المستوطن على القبيلة قال له زعيمها في يوم من الايام
- نحن نعزك كثرا يا صديقنا العزيز , وقد قررت القبيلة منحك من اراضيها يوم من الارض عرفانا لجميلك اليها
فقال له المستوطن
- واي نوع من القياس هذا
- انه يعني ان تبدأ بالمسير عند شروق الشمس حتى تصل الى اقصى مسافة تستطيع ان تصل اليها فتضع علامة دالة سنعطيك أياها ثم تبدأ بالعودة لكي تعود الينا قبل غروب الشمس . وكنصيحة مني اشير عليك بان تبدأ بالعودة عند منتصف النهار لانك اذا تأخرت علينا ووصلت بعد غروب الشمس ضاع عليك كل ما حددته من الارض .
فرح المستوطن بشدة وقرر ان يستغل هذه المنحة باقصى ما يستطيع . وقبل شروق الشمس اصطحب زعيم القبيلة بالاضافة الى كبار رجال قومه المستوطن الى نقطة معينة اعتبروها نقطة البداية . وما ان بدأ قرص الشمس بالبزوغ حتى أذن زعيم القبيلة للمستوطن بالبدأ بالمسير . اخذ المستوطن يركض بأقصى سرعة متقدما الى الامام . وكلما تقدم مسافة نظر الى قرص الشمس ورأه يرتفع في كبد السماء فيدفعه ذلك الى بذل المزيد من السرعة . استمر الرجل بالركض دون توقف ودون اخذ فرصة من الراحة بالرغم من ان الحر ولهيب الشمس كانا يزدادان كلما مضت الشمس في رحلتها اليومية . حل منتصف النهار وقرر الرجل بان يمضي للامام لفترة اخرى على ان يعوض ذلك بمضاعفة السرعة عند العودة غير أبها بنصيحة زعيم القبيلة له . وبعد فترة ادرك المستوطن بانه لا يستطيع التقدم مسافة اطول وان عليه ان يعود والا سيخسر كل الارض التي قطعها , فثبت العلامة بالارض ثم هب عائدا باسرع مما جاء . ظل الرجل يركض بسرعة كبيرة برحلة العودة وينظر الى الشمس كل حين , وكلما رأها تتقدم نحو الغرب ضاعف سرعته اكثر واكثر . واخيرا , وقبل غروب الشمس بدقائق رأى من بعيد زعيم القبيلة وحاشيته بانتظاره ففرح فرحا عظيما بالانجاز الذي حققه والذي لم يبقى منه غير دقائق قليلة فيفوز بكل الارض التي حددها . وصل المستوطن الى نقطة البداية تماما في الوقت الذي اكتمل فيه قرص الشمس من المغيب فتوقف اخيرا واخذ يلتقط انفاسه بعد العناء العظيم الذي تكبده في هذا اليوم . تقدم زعيم القبيلة ورجالها من الرجل لتهنئته بالعودة في الوقت المحدد , لكن ما ان مد يده اليه مصافحا حتى هوى المستوطن وسقط على الارض بلا حراك . جاء طبيب القبيلة وفحصه ثم قال للزعيم بانه قد مات .
ادرك الزعيم السبب الذي ادى الى وفاة الرجل فقال متأسفا
- واأسفاه , لن يفيدك الان كل ما حددته من ارض لانك لن تحتاج منها الى غير مترين فقط . ليس هناك حدود لطمع الانسان فـ
..


كثيرا ما يدفع الطمع المرء الى حتفه