وجه احد الاخوة المصريين سؤالا بالفيسبوك قال فيه (ايه اللي بيجري في
العراق؟). فاجبت الاخ المصري بان ما يجري هو "ثورة ربيع عربي جديدة" , وقد
دفعني هذا الموضوع الى كتابة هذا المقال .
ليس عندي اعتراض على ثورات الشعوب ، بل انا معها دائما لاني مؤمن تماما ببيت الشعر القائل "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر" . لكن اكثر ما اخشاه ان يكون ما يجري بالعراق الان ثورة ربيع عربي جديدة تهدف الى تحطيم كل ما تحقق من اعادة بناء للبلد على بساطته ، خصوصا في مجال القوات المسلحة التي عاد البعض يرى فيها تهديدا له . هل رأى العراقيين ما حصل بالدول التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي ؟ ليس من الصعب ان نرى ما حل اليوم بتونس وليبيا وسوريا واليمن فهذه الدول امام عيوننا ، ولم تنجو من مصير هذه الدول الا مصر بقدرة قادر . البعض يقول بانها ثورة الجوع والمطالبة بالخدمات . نعم نحن نرى الجوع والفقر والضيم الذي يحياه اهلنا في العراق والعيش من غير كهرباء ولا ماء صالح للشرب في أحر بلد بالعالم . لكن هل سأل الثائرون والمنتفضون انفسهم ، هل كانت الحكومة وحدها السبب فيما جرى ام ان هناك مسببات اخرى يجري تغييب ذكرها لسبب او لاخر . كلنا يعرف ان دول التحالف لم يقصفوا عام ٢٠٠٣ ولا محطة توليد كهرباء واحدة ، فلماذا انقطعت الكهرباء عن المدن والناس بعدها ؟ من سرق تلك المحطات وفرهد منشأتها ودمر خطوط نقل الطاقة الكهربائية وهرب الاسلاك النحاسية الى دول مجاورة حيث بيعت بابخس الاسعار . اليس هم بعض الناس من العراقيين . الناس ينتقدون الحكومة لانها تستورد كل شيء من الخارج ، وبالذات من ايران ويتهمونها بانها لا تشغل معامل البلد ولا تطلق التعيينات للعاطلين . هل سأل الناس انفسهم لماذا تعطلت المعامل بالبلد وتوقف انتاجها ؟ من سرق مكائن تلك المعامل وفرهد موجوداتها وجعلها خواء بخواء . اليسوا هم الناس انفسهم الذين فرهدوا كل شيء عام ٢٠٠٣ ونقلوا كل المكائن والمعدات وكل موجودات الدولة الى الخارج حيث بيعت هناك ولا كانها ارث وطني يجب الحفاظ عليه . اليسوا هم مواطنين من ابناء هذا الشعب نفسه ممن ينتفضون ويثورون اليوم ؟ اذن لماذا الاتهام الى الحكومة وحدها ولا يتهم الشعب نفسه بشيء . ثم من جاء بهذه الحكومة وانتخب رجالها المرة تلو المرة حتى بقيت الوجوه نفسها تتناوب على الكراسي ؟ اليسوا هم نفسهم من بعض الثائرين اليوم والمنتفضين على الحكومة . يتهم الناس الحكومة بالتقصير في تخصيص ما يلزم للمحافظات المنتفضة وعدم تقديم الخدمات ويتهمونها بسرقة اموال الميزانية . نعم انا اقر بان معظم من بالحكومة هم من الحرامية ، لكن هل سأل الناس انفسهم من اين تدفع رواتب الرئاسات الثلاث والحراسات والعسكريين والموظفين وتقاعدات البرلمانيين وهي رواتب خيالية تدفع لاناس عطالة بطالة غير منتجين لا يقدمون للدولة اي خدمة ولا عمل لهم غير شرب الشاي والقهوة في مواقع عملهم ، او ابتزاز الناس لانجاز معاملاتهم . ان تلك الرواتب تأكل ٨٠ ٪ من ميزانية الدولة ولو حاولت الحكومة تخفيض جزء بسيط منها لانقلبت الدنيا ولم تقعد ، ومع ذلك تتهم الحكومة بالتلكؤ في تقديم الخدمات وعدم انجاز المشاريع ، فمن اين تاتي الحكومة بالاموال اللازمة لذلك ؟ هل تبقى تستدين من الخارج لكي تسكت شعب يعيش في دولة استهلاكية لا فيها لا زراعة ولا صناعة ، وهل سال احد نفسه كم بلغت ديون العراق اليوم . انا لا ادافع عن الحكومة فليس لدي اي مصلحة بذلك ، لكني اريد ان يسال كل منتفض نفسه كل هذه الاسئلة قبل ان يخرج للشارع لينادي بسقوط الحكومة . ومع ذلك فلوا امنا بشرعية المطالب واخلاص هؤلاء الدعاة من المتظاهرين فلماذا التحطيم والتكسير والحرق لكل ما يصادفهم من منشأت ومباني حكومية وغير حكومية ؟ هل القصد فرهود اخر مثل الذي جرى عام ٢٠٠٣ ؟ الم يكفي العراق ما حصل له بذلك الوقت في اكبر عملية سرقة بالتاريخ حين فرهد الناس كل موجودات دولتهم التي بلغت اقيامها مئات المليارات من الدولارات ولا يعرف احد في جيوب من دخلت عائدات تلك السرقات ، لكننا يمكن ان نشم رائحتها حين نرى مظاهر البذخ الخيالية التي يقيمها البعض في حفلاتهم الشخصية داخل وخارج العراق .
واخيرا من حقي ان اسأل سؤال مهم وجوهري هو "ماذا سيحصل اذا سقطت الحكومة وهرب رجالها الى الخارج ؟ هل ستكون النتيجة فوضى جديدة كتلك التي اعقبت سقوط النظام السابق عام ٢٠٠٣ ؟ وربما فرهود جديد ياتي على كل ما تحقق من ايجابيات بالسنوات السابقة على قلتها ؟ هل ستكون النتيجة فقدان الامن والامان مرة اخرى وشيوع القتل والسلب والنهب . لقد اثبت الواقع بان اي حراك جماهيري واي ثورة شعبية من دون قوة واعية ومنظمة تقودها وتديرها وتسيطر عليها وتوجهها دائما ما يكون كارثة على الشعوب التي تقوم به ، ولنا بالثورة الفرنسية خير مثال . ضعوا العراق نصب اعينكم ايها الثائرين والمنتفضين ولا تكرروا اخطاء الماضي فتخسرون كل ما عندكم وما نلتموه على قلته وبساطته . احذروا المندسين القادمين من الخارج او هؤلاء الذين توجههم دول مجاورة للقضاء على العراق وجيشه ، والله الحافظ .
ليس عندي اعتراض على ثورات الشعوب ، بل انا معها دائما لاني مؤمن تماما ببيت الشعر القائل "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر" . لكن اكثر ما اخشاه ان يكون ما يجري بالعراق الان ثورة ربيع عربي جديدة تهدف الى تحطيم كل ما تحقق من اعادة بناء للبلد على بساطته ، خصوصا في مجال القوات المسلحة التي عاد البعض يرى فيها تهديدا له . هل رأى العراقيين ما حصل بالدول التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي ؟ ليس من الصعب ان نرى ما حل اليوم بتونس وليبيا وسوريا واليمن فهذه الدول امام عيوننا ، ولم تنجو من مصير هذه الدول الا مصر بقدرة قادر . البعض يقول بانها ثورة الجوع والمطالبة بالخدمات . نعم نحن نرى الجوع والفقر والضيم الذي يحياه اهلنا في العراق والعيش من غير كهرباء ولا ماء صالح للشرب في أحر بلد بالعالم . لكن هل سأل الثائرون والمنتفضون انفسهم ، هل كانت الحكومة وحدها السبب فيما جرى ام ان هناك مسببات اخرى يجري تغييب ذكرها لسبب او لاخر . كلنا يعرف ان دول التحالف لم يقصفوا عام ٢٠٠٣ ولا محطة توليد كهرباء واحدة ، فلماذا انقطعت الكهرباء عن المدن والناس بعدها ؟ من سرق تلك المحطات وفرهد منشأتها ودمر خطوط نقل الطاقة الكهربائية وهرب الاسلاك النحاسية الى دول مجاورة حيث بيعت بابخس الاسعار . اليس هم بعض الناس من العراقيين . الناس ينتقدون الحكومة لانها تستورد كل شيء من الخارج ، وبالذات من ايران ويتهمونها بانها لا تشغل معامل البلد ولا تطلق التعيينات للعاطلين . هل سأل الناس انفسهم لماذا تعطلت المعامل بالبلد وتوقف انتاجها ؟ من سرق مكائن تلك المعامل وفرهد موجوداتها وجعلها خواء بخواء . اليسوا هم الناس انفسهم الذين فرهدوا كل شيء عام ٢٠٠٣ ونقلوا كل المكائن والمعدات وكل موجودات الدولة الى الخارج حيث بيعت هناك ولا كانها ارث وطني يجب الحفاظ عليه . اليسوا هم مواطنين من ابناء هذا الشعب نفسه ممن ينتفضون ويثورون اليوم ؟ اذن لماذا الاتهام الى الحكومة وحدها ولا يتهم الشعب نفسه بشيء . ثم من جاء بهذه الحكومة وانتخب رجالها المرة تلو المرة حتى بقيت الوجوه نفسها تتناوب على الكراسي ؟ اليسوا هم نفسهم من بعض الثائرين اليوم والمنتفضين على الحكومة . يتهم الناس الحكومة بالتقصير في تخصيص ما يلزم للمحافظات المنتفضة وعدم تقديم الخدمات ويتهمونها بسرقة اموال الميزانية . نعم انا اقر بان معظم من بالحكومة هم من الحرامية ، لكن هل سأل الناس انفسهم من اين تدفع رواتب الرئاسات الثلاث والحراسات والعسكريين والموظفين وتقاعدات البرلمانيين وهي رواتب خيالية تدفع لاناس عطالة بطالة غير منتجين لا يقدمون للدولة اي خدمة ولا عمل لهم غير شرب الشاي والقهوة في مواقع عملهم ، او ابتزاز الناس لانجاز معاملاتهم . ان تلك الرواتب تأكل ٨٠ ٪ من ميزانية الدولة ولو حاولت الحكومة تخفيض جزء بسيط منها لانقلبت الدنيا ولم تقعد ، ومع ذلك تتهم الحكومة بالتلكؤ في تقديم الخدمات وعدم انجاز المشاريع ، فمن اين تاتي الحكومة بالاموال اللازمة لذلك ؟ هل تبقى تستدين من الخارج لكي تسكت شعب يعيش في دولة استهلاكية لا فيها لا زراعة ولا صناعة ، وهل سال احد نفسه كم بلغت ديون العراق اليوم . انا لا ادافع عن الحكومة فليس لدي اي مصلحة بذلك ، لكني اريد ان يسال كل منتفض نفسه كل هذه الاسئلة قبل ان يخرج للشارع لينادي بسقوط الحكومة . ومع ذلك فلوا امنا بشرعية المطالب واخلاص هؤلاء الدعاة من المتظاهرين فلماذا التحطيم والتكسير والحرق لكل ما يصادفهم من منشأت ومباني حكومية وغير حكومية ؟ هل القصد فرهود اخر مثل الذي جرى عام ٢٠٠٣ ؟ الم يكفي العراق ما حصل له بذلك الوقت في اكبر عملية سرقة بالتاريخ حين فرهد الناس كل موجودات دولتهم التي بلغت اقيامها مئات المليارات من الدولارات ولا يعرف احد في جيوب من دخلت عائدات تلك السرقات ، لكننا يمكن ان نشم رائحتها حين نرى مظاهر البذخ الخيالية التي يقيمها البعض في حفلاتهم الشخصية داخل وخارج العراق .
واخيرا من حقي ان اسأل سؤال مهم وجوهري هو "ماذا سيحصل اذا سقطت الحكومة وهرب رجالها الى الخارج ؟ هل ستكون النتيجة فوضى جديدة كتلك التي اعقبت سقوط النظام السابق عام ٢٠٠٣ ؟ وربما فرهود جديد ياتي على كل ما تحقق من ايجابيات بالسنوات السابقة على قلتها ؟ هل ستكون النتيجة فقدان الامن والامان مرة اخرى وشيوع القتل والسلب والنهب . لقد اثبت الواقع بان اي حراك جماهيري واي ثورة شعبية من دون قوة واعية ومنظمة تقودها وتديرها وتسيطر عليها وتوجهها دائما ما يكون كارثة على الشعوب التي تقوم به ، ولنا بالثورة الفرنسية خير مثال . ضعوا العراق نصب اعينكم ايها الثائرين والمنتفضين ولا تكرروا اخطاء الماضي فتخسرون كل ما عندكم وما نلتموه على قلته وبساطته . احذروا المندسين القادمين من الخارج او هؤلاء الذين توجههم دول مجاورة للقضاء على العراق وجيشه ، والله الحافظ .
وسام الشالجي
15 تموز (يوليو) 2015