اخر المواضيع في المدونة

الخميس، 16 يناير 2014

شخصيات علمية - الدكتور غازي درويش



ولد الدكتور غازي عبد الوهاب درويش في بغداد عام 1933 . في عام 1939 التحق بمدرسة غازي الابتدائية في الكرادة الشرقية .  اكمل دراسته الثانوية في الأعدادية الشرقية عام 1951 وكان الاول على دفعته مما اتاح له الحصول على بعثة دراسية الى المملكة المتحدة لاكمال دراسته الجامعية والعلية هناك . حصل على شهادة البكلوريوس في الكيمياء عام 1955 من جامعة لندن , ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزياوية من نفس الجامعة عام 1959 . عمل لفترة قصيرة بعد عودنه للعراق كمعاون مدير معمل سكر الموصل ثم انخرط في التدريس في كلية العلوم في جامعة بغداد . في عام 1964 اصبح مديرا لمعهد البحوث النووية في التويثة حيث اسهم في ادارة البحوث النووية فيه حتى عام 1969 . في عام 1969 اعيد للخدمة كأستاذ جامعي في كلية العلوم في جامعة بغداد . وفي عام 1970 اصبح بالاضافة الى عمله كأستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد استاذا زائرا في جامعة السليمانية حيث كان يسافر بطائرة خاصة ليومين بالاسبوع الى تلك الجامعة ليحاضر فيها . وفي الفترة بين اوائل عام 1971 ونهاية عام  1972 اصبح رئيسا لقسم الكيمياء في جامعة السليمانية وعضوا في مجلس الجامعة . في نهاية عام 1972 عاد الى العمل كأستاذ في كلية العلوم في جامعة بغداد , واستمر بهذا العمل حتى عام 1981 . نقل الى وزارة الصناعة والمعادن للفترة من عام 1981 حتى العام 1987 أثر رفضه الأنخراط في الجيش الشعبي ففصل من سلك التعليم الجامعي ونقل الى وظيفة اخرى .  ومن حسن حظ الدكتور درويش ان الوزير أنذاك كان احد تلامذته فعينه مسؤولا عن البحوث الصناعية في الوزارة .  اسهم في تطوير مناهج الكيمياء المطبقة في التعليم المتوسط والثانوي والتعليم الجامعي على المستويين العراقي والعربي . عمل مستشارا للعديد من المؤسسات والمنظمات العربية في مجالات البحث العلمي والصناعي ونقل التكنولوجيا وتطوير اساليب التعليم وتعريب المصطلحات العلمية والترجمة خصوص في مجال استخدام الطاقة النووية .  في عام 1992 اجبرته الظروف على مغادرة العراق والألتحاق بالجامعة الاردنية كأستاذ لمادة الكيمياء الفيزياوية والصناعية حتى عام 2002 . بعد عام 2002 قادته الظروف مرة اخرى الى بريطانيا حيث عمل كاستاذ زائر في جامعة سري , وما زال يعمل فيها لحد الان . يحمل الدكتور غازي درويش درجة الاستاذية في مجال تخصصه , وله اكثر من من مئة بحث علمي وصناعي منشور , كما اشرف على اكثر من 40 دراسة ماجستير ودكتوراه . ساهم مساهمة مباشرة في تأسيس جامعات بغداد والموصل والسليمانية , وتوفير الظروف اللازمة لكي تأخذ هذه الجامعات دورها التعليمي المطلوب والمؤمل منها .

وعن تاريخه ونشاطه السياسي يمكن ان نسجل له الوقائع التالية . فصل من البعثة العلمية في بريطانيا عام 1956 بعد حرب السويس نتيجة لافكاره الوطنية ونشاطه في هذا المجال . عزل عن الخدمة عام 1963 ثم أعيد اليها في نهاية عام 1964 , لكنه لم يعاد الى وظيفته كاستاذ في كلية العلوم بل عين مديرا لمعهد البحوث النووية بالتويثة حتى العام 1969 . في عام 1969 نقل من معهد البحوث النووية واعيد الى العمل بجامعة بغداد نتيجة لاعتراضه على الطريقة التي تدار بها هذه المؤسسة العلمية بعد جعل هذه المؤسسة مرتبطة بنائب رئيس الجمهوية في حينها . 

 الاستاذ الدكتور غازي درويش شخصية علمية ووطنية فذة , وهو ذو شخصية مؤثرة ورائعة ولا يمكن ان يراه احد او يستمع الى احدى محاضراته دون ان يؤثر فيه ويترك انطباعا لا ينسى في نفسه , وانا شخصيا افخر باني كنت احد تلامذته لفترة من الزمن . كما ان مبادئه وافكاره جعلته محط محاربة وقصاء لفترات متعددة ومتتالية من حياته العلمية . وفي الوقت الذي كان البلد يفرط في توظيف هذه الكفاءة العلمية في الاماكن اللازمة والمناسبة كانت هنك جامعات مؤسسات علمية عربية وعالمية تتمنى ان يكون لديها مثله وتحسد العراق على وجوده فيها , وقد سارعت وتسابقت الى استقطابه بعد ان غادر العراق . تحية تقدير واحترام للدكتور غازي درويش , متمنين من الله تعالى ان يمكن عليه بالصحة والعافية والعمر المديد , وان لا يحرم العراق من علمه وامكانياته الكبيرة .



د . وسام الشالجي
 21 تشرين اول 2013


 تم نشر المقال اعلاه عن الدكتور غازي درويش في جريدة الزمان في عددها ليوم 18 شباط 2014 في الصفحة 14 وهذه هي روابط الجريدة والمقال

 

 http://www.azzaman.net/qpdfarchive/2014/02/18-02/P14.pdf