اخر المواضيع في المدونة

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

قصص قصيرة ذات عبر - جَوِعْ كَلبك يأكُُلك

يحكى انه في قديم الزمان كان هناك ملك طاغ جبار يحكم البلاد ويعيث بالارض فسادا وظلما دون ان يخشى من شيء ومن غير ان يردعه عن ظلمه أحد . وقد شاع تذمر الناس من جور هذا الحاكم والبلاء الذي هم فيه بسببه واخذوا يدعون عليه صباح مساء وفي كل صلاة يصلونها . وفي يوم من الايام قرر احد شيوخ المدينة ان يذهب الى الملك ويبصره باعماله ويطلب منه ان يعيد النظر بسياساته واعماله هله يعود الى رشده ويتبع العدل في حكم الناس ويرفه عن العباد لكي يعيشوا في كنفه راضين عنه بدلا من كونهم حاقدين عليه يدعون عليه ليل نهار . استأذن الشيخ من الحرس وطلب منهم ان يأذنوا له بمقابلة الملك لامر هام . ابلغ الحراس الملك بطلب الشيخ فاذن له بمقابلته . وعند المقابلة تحدث الشيخ الى الملك بصدق عن ما يعانيه الناس من ظلم وجور بسبب السياسات التي يتبعها الملك وعدم اهتمامه براجة الناس ولا بحياتهم . ضحك الملك بشدة من كلام الشيخ وقال له . انت لا تفهم ايها الشيخ البسيط اساليب الحكم ولا بكيفية كسب طاعة الناس , لكن دعني اقول لك بان الرعية لا ينفع معهم غير مبدأ واحد لحكمهم هو

جَوِعْ كَلبك يَتبعك


لذلك فانا مهما ظلمتهم وجوعتهم فسيكونون اكثر طاعة لي واستجابة لي وسيمشون بالضبط كما اريد وارغب . خرج الشيخ من حضرة الملك وهو حزين ومبتأس لما يحمله الملك من أراء غير صحيحة في حكم الناس واقتناعه الشديد بطريقة الحكم التي يحكم بها , وسلم امره لله عله يصلح في يوم من الايام هذا الملك الظالم ويعيد اليه رشده . وبعد مدة من الزمن طفح الكيل بالناس من شدة ظلم الملك وطغيانه واستبداده هو وحاشيته وحرسه بشؤون الناس فثاروا عليه ثورة عارمة وزحفت الجموع الى قصر الملك وقتلوه شر قتلة , ونصبوا بدله ملك اخر .

وفي يوم من الايام كان الشيخ الكبير يسير في ضواحي المدينة وصادف ان مر بجانب قبر الملك السابق الذي ثار عليه الناس وقتلوه . وقف الشيخ امام القبر وقال بألم وحسرة (الم أحذرك ايها الملك من ظلم الناس والاستبداد بحكمهم لكنك لم تستمع لي , انظر الان ماذا اصبح مصيرك واين انتهى بك الحال ؟) . وهنا سمع الشيخ هاتفا صادرا من اعماق ذلك القبر يقول له (بلى ايها الشيخ الجليل , الان فقط عرفت خطأ المبدأ الذي كنت مقتنعا به وأحكم بمقتضاه والذي يقول : جَوِعْ كَلبك يَتبعك ... وعلمت بان الصحيح هو :


جَوِعْ كَلبك يَأكُلك