اخر المواضيع في المدونة

الخميس، 4 يوليو 2013

مسابقة كبرى لاختيار (الامين على التراث الثقافي والفني العربي)


 التراث الثقافي لاي شعب هو كل ما تورثه الأجيال في مختلف الميادين  المادية والفكرية والمعنوية , او بكلمة اخرى هو كل ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ومعارف وابداعات ونحوها , او ما يسمى بالثقافة المادية والثقافة الغير مادية من جيل إلى جيل . أن حضارة أي شعب او مجتمع لا يمكن تقوم وتدوم وتستمر بدون ان يكون لها تراث اصيل لكي لا يعتمد افراد ذلك الشعب على ما تنتجه الحضارات الأخرى . وحين يحفظ التراث للامة فان في ذلك حفظ لكيانها وادامة لبقائها واستمرار لوجودها مهما تعرضت للعدوان والتفرقة والتشرذم والضغط السياسي والاجتماعي والقومي .  ولكي تبقى اي امة وتدوم , وتستمر حضارتها بالتواصل والتجدد يجب عليها ان تديم وترعى تراثها الثقافي وتصونه وتحفظه سليما وغير محرفا بمختلف فروعه لكي يستلم من قبل الاجيال المتعاقبة دون مساس او تحريف . ويقصد بمفهوم الحفاظ على التراث الثقافي للامة هو المحافظة على الموروثات بمختلف اشكالها دون تغيير او تعديل يمس جوهرها او تلف يشوه معالمها او اضافات تغير حقيقتها او جوهرها , وحمايتها من التدمير او التحطيم او السرقة , وكذلك عدم ترك ظروف التطور الحضاري والتنمية الجديدة التي باتت تغزو كل مكان وكل شيء بالتأثير عليها . كما يمتد مفهوم الحفاظ على التراث الثقافي الى معنى احياء ذلك التراث وابرازه والتعريف به . وعلى العكس من ذلك نجد ان تدمير التراث الثقافي والفني لاي أمة , او على الاقل تشويهه وتحريفه وتزويره يعتبر واحدة من افضل واقوى وسائل الانقضاض على تلك الامة لتحطيم مكانتها الحضارية بين الامم وأطفاء اشعاعها الفكري الذي تميز به .  أن تدمير التراث الثقافي للامة يعني بشكل ادق تدمير لهوية المجتمع وتحطيم لمكانة كل المرجعيات الموجودة به وابعادها عن دورها التاريخي بما يفقد المجتمع خصوصيته التي ظل يتصف بها عبر الازمان  .

لم يشهد تراث امة ما من حرب شعواء شنت عليه لطمسه وتغييبه كما شهد التراث الثقافي والفني العربي . فلاكثر من مرة وعلى مدى التاريخ خضع هذا التراث الى حملات منظمة استهدفت وجوده وشخوصه وامكانياته وسجله العريق الاصيل كتراث قومي له مكانته بين امم العالم . كما شهد هذا التراث اكثر من مؤامرة على مدى عمره لمسحه من الذاكرة وتغييب انجازاته وطمس معالمهومن يطلع بدقة على ما حدث في عالمنا العربي , خصوصا ما جرى في السنوات الاخيرة يرى بوضوح ان واحد من اهم الموروثات التي يجري ذبحها والقضاء عليها هو التراث الثقافي والفني العربي , سواء ان كان ماديا او غير مادي . ان هذه الحقيقة لا تحتاج الى ادلة ولا براهين بل يكفي مراقبة ما يجري عن كثب للأدراك بان هذا التراث هو من المستهدفات الرئيسية ضمن الاحداث التي تجري بالمنطقة . ونظرا لتكرر الحالة وتشابه الظروف والاعمال والنتائج في اكثر من مكان على الساحة العربية فان المرء يمكن ان يتوصل الى الاستنتاج بأن المؤامرة الكبرى التي تهدف الى تحطيم كل المعاني الحضارية لهذه الامة التي توارثتها منذ ان وجدت على ظهر الارض حتى يومنا هذا تشمل ايضا مؤامرة ضمنية تهدف الى تدمير التراث الثقافي والفني العربي . فلو عددنا ما جرى تحطيمه فعلا , وما وضع في القائمة لتحطيمه في المستقبل القريب والبعيد سنتأكد بان التراث الثقافي لهذه الامة هو من الاولويات المستهدفة , وان تحطيمه والنيل منه هو فصل في غاية الاهمية موضوع لكي يجري تنفيذه ضمن المخطط الكبير المعد للمنطقة , وانه موضوع بعناية ودقة بالغة .  

لذا فان كل المؤسسات الثقافية في الوطن العربي مدعوة اليوم لاخذ كل تدابير الحيطة والحذر للتصدي لهذه المؤامرة التي تستهدف تراثنا القومي . ان كل الملكيات الفكرية والثقافية والفنية يجب ان تحفظ في اماكن امينة , ويجب ايجاد طرق مضمونة لحفظ وتوثيق نسخ احتياطية متعددة يمكن ان تحفظ في اكثر من مكان وتودع حتى لدى المؤسسات الدولية الرصينة . كما انها مدعوة ايضا لتنشيط كل الفعاليات التي تظهر هذا التراث وتحييه على المستوى المحلي والاقليمي لكي يترسخ في عقول اجيالنا الجديدة كما كان ثابتا وراسخا في عقول من سبقونا . ان في هذه الاجراءات حفظ وصيانة لتراثنا القومي وتدابير تضمن بقائه ووجوده .

وضمن هذا التوجه فقد قام (منتدى أيامنا) بمبادرة في هذا السياق تشمل أجراء مسابقة كبرى لاختيار (الامين على التراث الثقافي الفني العربي) . و(الامين على التراث الثقافي الفني العربي) في تصور هذه المسابقة هو الفنان او المثقف الذي نذر نفسه وسخر فنه ومواهبه وادبه ووجه أمكاناته وافنى حياته لخدمة تراث امتنا العربية المجيدة وحفظه واعلائه واظهاره بين الامم . تتكون المسابقة من مرحلتين , تتضمن المرحلة الاولى منها اختيار مرشح عن كل مجموعة من المجموعات الثلاث المشمولة بالمسابقة والتي تحتوي على اسماء مبدعين تراثيين من مناطق مختلفة من الوطن العربي . وفي المرحلة الثانية ستجري المنافسة بين المرشحين الفائزين من هذه المجاميع الثلاث لاختيار (الامين على التراث الثقافي والفني العربي) ليجري الاحتفاء به وتكريمه في نهاية هذا العام . ومن المؤمل تكرار المسابقة في كل عام على ان لا يتم اختيار (الامين) لاكثر من مرة واحدة .

ان المواطنين مدعوين للمشاركة بهذه الحملة والتصويت لاختيار (الامين على التراث الثقافي والفني العربي) من خلال التوجه الى احد المواقع التالية والقيام بعملية التصويت فيها :

1-    موقع منتدى أيامنا على الرابط التالي :


2-    موقع الاستفتاء في الفيسبوك :

نحن نأمل بقوة ان تنجح حملتنا هذه التي نتمنى من المواطنين دعمها بكل قوة لكي تؤدي غرضها المنتظر منها .

وسام الشالجي