منذ
فترة ليست بالقليلة تواجه المنتديات المنتشرة على مواقع الانترنت جمودا
ملحوظا وانحسار في عدد المشاركين بها لاسباب مختلفة . وفي سنوات العقد
الاول من قرننا الحالي شهدت تلك المنتديات ازدهارا لم يسبق له مثيل حيث
ازداد عدد المسجلين بها بشكل منقطع النظير وكانت تبلغ اعداد المشاركات بها
يوميا العشرات (ان لم تكن المئات) . غير ان تلك المنتديات تراجعت في
ادائاتها فيما بعد بسبب قلة التوجه نحوها وانحسار عدد المهتمين بها . واذا
كان الامر يسهل فهمه بالنسبة الى منتديات صغيرة ومبتدئة , فان الفهم يصبح
اصعب بالنسبة الى منتديات كبيرة وعريقة كما هو الحال لمنتدى زمان الوصل
ومنتدى سماعي للطرب العربي الاصيل اللذين يعنيان بالفن والتراث الغنائي
والموسيقي واللذين يشهدان جمودا ملحوظا منذ وقت ليس بالقصير . ليس هذا فقط ,
بل ان بعض المنتديات الشهيرة الاخرى غابت كليا عن الساحة واختفى وجودها
كما هو الحال بالنسبة لمنتديات زرياب ونغم , وكم يخشى ان يمتد مثل هذا
المصير ليشمل المنتديات الكبيرة المتبقية . ان اي متتبع لهذه الظواهر
يستطيع ان يحلل اسباب ما يحدث ويحصرها بأمرين مهمين , الامر الاول هو ان
الكثير من هذه المنتديات توسعت وتضخمت وامتلأت جعبتها خلال دورة حياتها بما
رفع فيها من مساهمات بحيث اصبحت موجوداتها تغطي ساحة نشاطها فلم يعد هناك
من يستطيع ان يرفع المزيد لقلته وندرته , وبذلك ظل نشاطها مقتصرا تقريبا
على من ينهلون من موجوداتها فقط . الامر الثاني هو ان شبكات التواصل
الاجتماعي مثل الفيسبوك واليوتيوب والتويتر وغيرها من مواقع مماثلة اخذت
تجذب المشاركين بقوة وتستقطب اهتمامهم وتحتكر معظم اوقاتهم . وفي وقتنا
الحالي تكاد ترى كل شخص تقريبا يملك جهاز هاتف نقال حديث ومتطور يفتح جهازه
بين فترة قصيرة واخرى لمجرد ان يرى ما رفع وما استجد في الفيسبوك او
اليوتيوب او التويتر . ان هذه الظاهرة ليست بغريبة او صعبة الفهم اذا ما
اخذنا بنظر الاعتبار بعض الميزات المهمة التي تتمتع بها هذه المواقع . ومع
ان هذه المواقع انشأت من غير شك لاهداف وغايات بعيدة عن ظاهرها المجرد ,
الا انها مع ذلك اصبحت وسيلة لتبادل المعلومات والتواصل الاجتماعي والتسلية
وكل شيء اخر . بل انها تطورت في قدراتها وامكانياتها حتى اصبحت وسيلة
تحريك فريدة من نوعها لتحقيق اهداف محددة . وبعيدا عن الغايات الاصلية ,
ولو عدنا الى موضوعنا الاصلي وناقشنا اسباب استقطاب هذه المواقع للمهتمين
السابقين باي نشاط معين في المنتديات ذات العلاقة لوجدناها تنحصر بما يلي :
1- القدرة على رفع اي خبر او معلومة او مساهمة مهما كان نوعها بعيدا عن المراقبة والمسائلة واحتمالية الحذف او الشطب .
2- القدرة على انشاء المجموعات وخلق الصفحات بحرية بالغة وليس هناك من حاجة لمواقع مضيفة واشتراكات وغيرها .
3- القدرة على رفع المساهمة حتى وان تكررت لعشرات المرات , كماهو الحال في موقع اليوتيوب حيث نجد نفس الفيديو مرفوع من قبل اكثر من شخص من غير وجود لاحتمال لحذفه او شطبه بحجة التكرار .
4- تجدد الصفحات وتنوع موجوداتها بعد كل فترة قصيرة . حيث يمكن ان نرى الصفحة تتجدد بكل شيء فيها كل خمس دقائق نتيجة لما يرفع فيها من مشاركات .
5- القدرة على التعقيب والتعليق بحرية تامة وبدون وجود ضوابط او قوانين تحدد ذلك .
6- القدرة على المراسلة الفورية والتخاطب والتحدث المباشر وكل انواع التواصل بسرعة كبيرة وبشكل فوري ودون الحاجة الى ارسال رسائل خاصة وانتظار جواب او الالتزام بضوابط محددة .
7- القدرة على الادارة المباشرة , فكل شخص يمكن ان ينشيء صفحة او مجموعة خاصة به ويديرها بنفسه من غير محددات حتى وان وجد الكثير من الصفحات والمجموعات المشابهة في التوجه او النشاط .
8- القدرة على توجيه النشاط باتجاه ادارة الاعمال والكسب عن طريق الدعاية لنشاط معين او منتوج ما من دون وجود اي محددات .
9- القدرة على التوسع في انتشار اخبار النشاط من خلال الدعوة المباشرة للاشخاص والمجموعات والتي يمكن الاستجابة لها بكل سهولة .
10- يمكن المشاركة في مختلف النشاطات دون الالتزام بنشاط واحد محدد . فمثلا يمكن ان يساهم العضو بطرح رأي معين او رفع فيلم سينمائي او المشاركة باغنية او خبر ما او اي شي يريده .
11- تبادل الصور والفيديوات الشخصية بكل سهولة , وهي حالة لا تسمح بها اغلب المنتديات .
12- ضعف , او انحسار حقوق النشر تقريبا . فكل شخص يستطيع ان ينشر ما يشاء وينسبه لنفسه دون الخوف من وجود عواقب قانونية لذلك , بعكس المنتديات التي تراعي مثل هذه الأمور بدقة خوفا من المقاضاة .
وعدا هذه الميزات ربما توجد ميزات اخرى فاتنا ذكرها . يخلص القول الان بان عصر المنتديات المتخصصة ربما سائر نحو الزوال ان عاجلا او أجلا اذا بقى هذا الوضع دون تغيير بسبب طغيان شبكات التواصل الاجتماعي على ساحات تأثيرها . ان عدم التفكير ببدائل للخروج من هذه المشكلة سيجعل الكثير من هذه المنتديات تنتهي حتما وتلفظ انفاسها مهما امتلكت من موجودات غنية وعدد كبير من الاعضاء .
وسام الشالجي
1- القدرة على رفع اي خبر او معلومة او مساهمة مهما كان نوعها بعيدا عن المراقبة والمسائلة واحتمالية الحذف او الشطب .
2- القدرة على انشاء المجموعات وخلق الصفحات بحرية بالغة وليس هناك من حاجة لمواقع مضيفة واشتراكات وغيرها .
3- القدرة على رفع المساهمة حتى وان تكررت لعشرات المرات , كماهو الحال في موقع اليوتيوب حيث نجد نفس الفيديو مرفوع من قبل اكثر من شخص من غير وجود لاحتمال لحذفه او شطبه بحجة التكرار .
4- تجدد الصفحات وتنوع موجوداتها بعد كل فترة قصيرة . حيث يمكن ان نرى الصفحة تتجدد بكل شيء فيها كل خمس دقائق نتيجة لما يرفع فيها من مشاركات .
5- القدرة على التعقيب والتعليق بحرية تامة وبدون وجود ضوابط او قوانين تحدد ذلك .
6- القدرة على المراسلة الفورية والتخاطب والتحدث المباشر وكل انواع التواصل بسرعة كبيرة وبشكل فوري ودون الحاجة الى ارسال رسائل خاصة وانتظار جواب او الالتزام بضوابط محددة .
7- القدرة على الادارة المباشرة , فكل شخص يمكن ان ينشيء صفحة او مجموعة خاصة به ويديرها بنفسه من غير محددات حتى وان وجد الكثير من الصفحات والمجموعات المشابهة في التوجه او النشاط .
8- القدرة على توجيه النشاط باتجاه ادارة الاعمال والكسب عن طريق الدعاية لنشاط معين او منتوج ما من دون وجود اي محددات .
9- القدرة على التوسع في انتشار اخبار النشاط من خلال الدعوة المباشرة للاشخاص والمجموعات والتي يمكن الاستجابة لها بكل سهولة .
10- يمكن المشاركة في مختلف النشاطات دون الالتزام بنشاط واحد محدد . فمثلا يمكن ان يساهم العضو بطرح رأي معين او رفع فيلم سينمائي او المشاركة باغنية او خبر ما او اي شي يريده .
11- تبادل الصور والفيديوات الشخصية بكل سهولة , وهي حالة لا تسمح بها اغلب المنتديات .
12- ضعف , او انحسار حقوق النشر تقريبا . فكل شخص يستطيع ان ينشر ما يشاء وينسبه لنفسه دون الخوف من وجود عواقب قانونية لذلك , بعكس المنتديات التي تراعي مثل هذه الأمور بدقة خوفا من المقاضاة .
وعدا هذه الميزات ربما توجد ميزات اخرى فاتنا ذكرها . يخلص القول الان بان عصر المنتديات المتخصصة ربما سائر نحو الزوال ان عاجلا او أجلا اذا بقى هذا الوضع دون تغيير بسبب طغيان شبكات التواصل الاجتماعي على ساحات تأثيرها . ان عدم التفكير ببدائل للخروج من هذه المشكلة سيجعل الكثير من هذه المنتديات تنتهي حتما وتلفظ انفاسها مهما امتلكت من موجودات غنية وعدد كبير من الاعضاء .
وسام الشالجي