كغيري من ابناء
كل جيل وجدت نفسي رافضا للجيل الذي سبقني بكل شيء . كنت ثائرا منتفضا على
كل ما هو حولي . خلال مراهقتي وشبابي كنت انظر الى ابي فلا أرضى في داخلي
عن كل ما هو فيه .
لم يكن ابي شخصا فاشلا ابدا , بل بالعكس كان ناجحا جدا وسعيدا
وعاش حياته كما يجب وحقق كل الكثير مما كان يتمناه , وفي ختام حياته غادرها مطمئنا
خالي البال . اما انا فقد كان في داخلي شيئا ما يدفعني لان اكون احسن
منه في كل شيء . في نجاحه , اردت ان اكون انجح منه , وفي سعادته اردت ان
اكون اسعد منه , وفي غناه اردت ان أكون اغنى منه . ومضيت بحياتي مستنبطا
طريقي من فكري وارائي . كم كان يتمنى ان اسأله او استشيره , لكنى كنت
استكبر السؤال , كيف لا وانا الجديد الاتي وهو القديم الماضي . وبعد كل
عثرة انهض وانفض التراب عن نفسي متلفتا حولي خاشيا ان يراني ابي . وكل ما
مرت من العمر فترة اكتشفت بانه كان في شيء ما اصح مني فاعود بعدها لأغير
شيء مما بدأت به مطبقا ما طبقه هو . وكم من المرات كانت معرفتي تأتي بعد
فوات الاوان حين لا يمكن أبدا اصلاح ما مضيت به بناء على رأي وحدي . وبعد
مضى الكثير من العمر واصبحت بخريفه وجدت بأن أبي كان اصح مني في كل شيء ,
وان كل ما مضيت به على منواله نجح , وكل ما مضيت به على منوالي لم يلقى النجاح المنتظر . ليس
هذا فقط بل كم تمنيت لو كنت نسخة منه , او على الاقل قريبة منه . الان فقط
ادركت بانه كان يتعين علي من البداية بان لا ارتدي الا جلباب ابي .
وسام الشالجي